عن مقترح شراء مجمعات سكنية لإيواء المرضى الكويتيين ومرافقيهم في الخارج!.. يكتب الدعيج

القبس

مخيمات أم مجمعات سكنية؟

عبد اللطيف الدعيج

أحد نوابنا تقدّم بمشروع قانون يقترح فيه ان تتولى الدولة عبر هيئة الاستثمار شراء مجمعات سكنية، لإيواء المرضى الكويتيين ومن يرافقهم في الخارج. دافع الاقتراح كما وضحه النائب الفاضل ان «قيمة الاستثمارات الكويتية الخارجية تصل الى 160 مليار دينار، لافتا الى وجوب الاستفادة منها في شراء عقارات مملوكة للدولة، وتوفير مبالغ ضخمة تنفقها على سكن واقامة المرضى الكويتيين في الخارج».

هكذا لأن فلوسنا «وايد»، فلازم نضيعها على توفير مناطق سكنية خاصة للمرضى الكويتيين ومرافقيهم معهم. طبعا القصد هنا ليس التوفير على الدولة، كما يزعم صاحب الاقتراح. لكن القصد الحقيقي هو امتاع المرافقين السياحيين بالطبع، او تلطيف اقامتهم في الدول الاجنبية، التي لدى سكانها وملاك عماراتها شروط صعبة للاقامة تتحكم في النظافة والازعاج والعلاقة مع السكان الآخرين.

هذا هو القصد والهدف من المقترح. انشاء ديوانيات وفرجان، وحتى مخيمات، على حساب الدولة للمرافقين المدللين، الذين بالطبع سيتصرفون حسب سليقتهم «الكويتية»، ينامون بعد منتصف الليل، ويعيثون فسادا في الارض ويدمرون الممتلكات. فهي في النهاية، اي المجمعات المقترح شراؤها، مثل شركة الخطوط الجوية الوطنية «ملكية عامة» او ملك لهم. يتصرفون بها كأصحاب ملك وليس مؤجرين خاضعين لشروط وضوابط عقد الايجار. وعلى ذكر الايجار، فان الذين امتنعوا عن دفع فواتير الكهرباء لن يجدوا صعوبة ولا حتى غضاضة في دفع الايجار لهيئة الاستثمار.. هذا طبعا اذا ما ردوا للكويت وأجروا العين للانكليز او الالمان.. ولم لا، فهم كويتيون يحتلون املاكهم الكويتية.

في الحقيقة ليس هذا كله، رغم خطورته او بالاحرى سخافته، موضع الاعتراض. لكن موضع الاعتراض الرئيسي هو ان النائب صاحب الاقتراح يخطط بجدارة وهمة لابقاء «العلاج والمرافقة»، او بالاحرى السياحة في الخارج أمراً مفتوحاً، بل ووفقا لاقتراح مفروغ منه. فبدلا من المطالبة بانشاء مستشفيات او اضافة الآلات والمعدات الحديثة. وبدلا من المطالبة بتحسين اوضاع النجباء من ابناء الوطن من التخصصات النادرة، الذين يبدو ان حضرة النائب المقترح لا يعلم ان هجرتهم من الكويت في ازدياد، بدلا من ذلك يطالب السيد النائب بتسهيلات وإضافات لتكاليف العلاج في الخارج، ليس للمرضى الساكنين فهؤلاء في النهاية ــ ان كانوا مرضى ــ سيكون مكانهم المستشفيات.. لكن التسهيلات والاضافات هي لاقاربهم وحاشيتهم المرافقة!