عن ظاهرة الشباب الكويتي التائه!.. يكتب حمد السريع
زاوية الكتابكتب سبتمبر 5, 2014, 11:47 م 1229 مشاهدات 0
الأنباء
سوالف أمنية / شباب تائه
حمد السريع
دخلت أحد مطاعم الوجبات السريعة للحصول على وجبة عشاء بعد خروجي من الديوانية جائعا، لأن زميلنا صاحب الديوانية لم يقدم لنا وجبة عشائنا كما اعتاد.
وأمام الموظف وقف شاب قبلي يطلب وجبته وهو يرتدي ملابس رثة عبارة عن «درنكسوت» أسود وفانيلا بيضاء وشعره المبعثر يقارب كتفيه وجسده يرتجف وكأنه مصاب بحمى، انتظرت انتهاءه ليلتفت إلي فإذا لحيته القذرة تغطي وجهه بصورة مشمئزة ويداه محمرتان ودققت النظر بهما بحثا عن آثار حقن ولم أتبينها فاستبعدت ان يكون مدمنا، رغم ان شعوري الداخلي يؤكد خلاف ذلك وبعدها خرج من المطعم حيث سيارته، وقدمت طلبي للموظف وقررت الجلوس على إحدى الطاولات بزاوية المطعم انتظارا لتسلمه وما هي إلا لحظات حتى دلف الى المطعم 3 شباب كان بينهم ذلك الشاب وجلسوا على الطاولة الأخرى ونظرت إليهم فإذا هم شباب بعمر الزهور ولكن أشكالهم قذرة، وتأكدت من انهم متعاطون عندما صرخ أحدهم بصوت عال «رأسي يؤلمني كثيرا»، ومن الواضح انهم من المتعاطين للمواد المخدرة الجديدة مثل الشبو والفراولة. تحسفت على هؤلاء الشباب وترددت بين الاتصال بالشرطة أو السكوت فقررت ترك الأمر لحاله لعل حالهم ينصلح دون تدخل الشرطة ويتركون تلك الآفة.
عملت لأكثر من 18 عاما في مجال مكافحة المخدرات ورأيت الكثير من هؤلاء المدمنين أودعوا السجن أو فاضت أرواحهم من أجسادهم بسبب جرعة زائدة ولهذا أوجه رسالتي إلى الأم فعليها إبعاد الطيبة عنها والتصدي لأي سلوكيات خاطئة من ابنها قبل ان تستفحل وتكبر المشكلة لديهم سواء بمراقبة سلوكياته أو إبلاغ الوالد عن المشكلة، فصحة وحياة ابنها أهم من خوفها عليه. سلوكيات الأبناء وتعاطيهم المخدرات تأتي من تصرفات وأفعال عدة أهمها سلوكيات الأب الذي اما ان يكون مدمنا أو مهملا أو مقصرا في رعايتهم. مراقبة النشء منعا للانحراف تأتي من المثلث المتساوي الأضلاع ففي كل زاوية ركن أساسي ويمثلها (الأسرة ـ المدرسة ـ الأصدقاء) ومتى ما اختلت إحدى الزوايا فإن انحراف الشاب وارد وبعد ذلك يصعب تقويمه وتعديل سلوكه ويصبح عالة على المجتمع والأسرة.
لهذا فإن وزارة التربية عليها تفعيل دور الاخصائي الاجتماعي والنفسي في المدرسة خاصة في مرحلتي المتوسطة والثانوية والتواصل مع الأسرة كل أسبوعين ومعرفة أسماء أصدقاء الطالب الذين يرافقهم بالمدرسة حتى تستطيع الأسرة التصدي لأي سلوكيات أو ممارسات خاطئة يرتكبها داخل المدرسة او خارجها.
تعليقات