المغادرة الجماعية للكويت في كل عطلة ظاهرة تستحق الدراسة.. برأي وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 1113 مشاهدات 0


القبس

100 ألف أسرة كويتية لم تسافر صيفاً!

وليد عبد الله الغانم

 

تقرير لطيف نشرته القبس في عدد 25 أغسطس الماضي، عن السفر خلال الصيف، تضمن استبياناً للأسر التي فضلت البقاء في الكويت خلال عطلة الصيف ولم تسافر، والتي قدر عددها بمئة ألف أسرة كويتية لأسباب مختلفة تمتعت بعطلة الصيف في الكويت.

ان السفر أصبح ميسراً حول العالم، وخلال العقود الاخيرة بات من الطبيعي أن تشاهد المسافرين الكويتيين على مدار العام صيفاً وشتاءً يجوبون أنحاء المعمورة، وبخلاف الوجهات العالمية المعتادة، أصبح تفنن الناس في اكتشاف الوجهات الجديدة والغريبة في آسيا واوروبا وافريقيا بحثاً عن الاثارة والمتعة.

ولا شك ان سوق الطيران المتنامي بعشرات الشركات العاملة، وظهور الرحلات المقتصدة بالتكاليف، ونقلة الانترنت الرهيبة للتواصل العالمي، والتخطيط المبكر للرحلات، كلها أمور يسرت هذة الظاهرة، فاذا أضفنا لها في الكويت اقتناء المواطنين للعقار في الخارج، وزيادات الكوادر والرواتب وتوافر السفر بالاقساط، والتمتع بالمهمات الرسمية والدورات التدريبية الخارجية في موسم الصيف خاصة، فضلاً عن سياحة العلاج بالخارج على حساب الحكومة والدفاع والداخلية، فلا عجب أن يكتظ موسم السفر وليس هذا الغريب، وانما الغرابة في زيادة اعداد الباقين في الكويت من دون سفر خلال الصيف.

للناس اسبابهم الخاصة في عدم السفر، كارتباطهم بعمل أو مشاريع داخلية أو ظروف صحية واختبارات ودراسة صيفية، كما أن بعضهم قد منع من السفر بالقانون، وبعضهم أنف أن يسافر بالعلاج السياحي، واستحرم ان تصل يده لتلك الاموال وهو لا يستحقها، وبالتأكيد هناك من تعثر عليه تكاليف السفر. لكن ما نتفق عليه أن الكويت غير مهيأة للسياحة الداخلية ليس بسبب الجو، وانما لقلة المرافق المناسبة وضعف الانشطة العائلية والبرامج السياحية المناسبة، وبالكاد يجد الناس هنا متنفساً في المولات التجارية وفي استئجار الشاليهات الخاصة.

ولذلك فان المغادرة الجماعية للكويت من مواطنيها في كل عطلة ظاهرة تستحق دراستها والنظر في اسبابها وآثارها الاجتماعية والاقتصادية، فالناس لا يكادون يرجعون من عطلة وإجازة حتى يسألوا متى العطلة القادمة ليفكروا في السفر من جديد.. واخيراً لنقل الحمدلله، فالوطن نعمة والسفر نعمة حرم منهما الملايين في الأرض.. والله الموفق.

إضاءة تاريخية: ناصر بوناشي، رحمه الله، الذي كان يدير قهوة بوناشي الشهيرة في القرن الماضي، وهي ملتقى المواطنين والتجار والحكام والمسافرين في الكويت كان يتبرع بإيراداتها لإطعام المحتاجين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك