لا مجال للمقارنة بيننا وبين الأجانب!.. بنظر سالم السبيعي

زاوية الكتاب

كتب 595 مشاهدات 0


الأنباء

لمن يهمه الأمر  /  خير الناس أنفعهم للناس

سالم إبراهيم السبيعي

 

اجتاحت المنطقة في الفترة الماضية رطوبة شديدة، وفي مثل هذه الظروف يشعر الإنسان بالضيق والكسل، لكن عندما يدخل في مكان مكيف تنشرح أساريره وينشرح صدره ويقول كما قالت امهاتنا «يالله الجنة»، هذه الكلمة يتردد صداها في أذني ربما منذ كنت في بطن أمي لكثرة ما ترددها أمي حين ترى وتشعر بنعمة من نعم الله علينا، كذلك نسمع كثيرا جملة «في ميزان حسناتك» وهذا يدل على ان لكل انسان ميزانا وأن أي عمل خير يزيد في ثقل الميزان (وأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية) كذلك نستذكر الحديث النبوي الشريف «خير الناس أنفعهم للناس» لاحظوا انه ذكر «الناس» وهى كلمة شاملة، ولم يقل خير المسلمين أنفعهم للمسلمين.

كذلك نستذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له» يا حظه، فماذا بعد شكر الخالق ومغفرته للمخلوق إلا الجنة.

لاحظوا نص الحديث قال «رجل» ولم يقل رجل مسلم، اذا كان الله سبحانه شكر وغفر لرجل لا نعرف دينه لأنه فقط رحم كلبا وانقذ حياته، ما أعظمك وما أرحمك يا إلهي.

نستذكر كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا، فدخلت فيها النار....» يا سبحان الله عمل خير واحد في حيوان واحد ادخل صاحبه (المجهول الدين والمذهب) الجنة، بالمقابل عمل شر واحد في حيوان واحد أدخل صاحبته النار.

أعود للرطوبة، ما قولك عزيزي القارئ في مخترع مكيف الهواء، والكهرباء، والتلفون وجميع وسائل الاتصالات ومخترع الطائرة والسيارة، ومكتشف البنسلين والمضادات الحيوية، الذين أنقذوا أرواح، ووصلوا الأرحام، وخففوا الآلام، هؤلاء العلماء الأجانب الذين اخترعوا وصنعوا واكتشفوا وعملوا خيرا لكل البشر ولو احصينا من استفاد من عملهم من البشر والحيوانات لعجزت الأرقام.

ما ظننا بالله فيهم؟ قياسا بما سبق من أحاديث. هل لهم نصيب من الجنة مثل من سقى الكلب؟

وبالمقابل من عمل شرا كالقتل والظلم والقهر وعم شره آلاف البشر الأبرياء واستمر، وهو مسلم كالإرهابيين وداعش والقاعدة وغيرهم هل يشفع لهم انتسابهم للدين؟ وهل ندموا وتابوا لما فعلوا؟

حتى تكتمل الصورة فهناك من الأجانب من اخترع الديناميت لشق الطرق في الجبال (وهو ألفرد نوبل) فأساءوا استخدام اختراعه في القتل والتدمير فندم على اختراعه وكفر عن ذلك بأن سخر ريعه الى جائزه نوبل في كل العلوم الإنسانية لعل ربه يغفر له.

لا مجال للمقارنة بيننا وبينهم فهم يتسابقون في العلم والبحث ليظهروا نعم الله في الكون، ونحن نتعاون مع ابليس في التخريب.

على اي حال لهم دينهم (وهم أهل الكتاب) ولنا ديننا.

ولكن نحن ممنونون لهم بكل ما صنعوا خيرا للبشرية ننتفع به الآن والله يجزي المحسنين منهم والحكم لله، فسبحانه ربنا وربهم وأوصانا بهم خيرا يقوله عز من قائل:

(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون).

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك