عن الصمت الحكومي على أنصار 'داعش' في الكويت!.. يكتب شملان العيسى
زاوية الكتابكتب أغسطس 24, 2014, 12:06 ص 1897 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / ما هي استراتيجيتنا؟
د. شملان يوسف العيسى
وزير الدفاع الامريكي كان محقاً عندما اكد بأن هزيمة داعش لن تحدث فقط عبر الضربات الجوية.. بل تحتاج الى رسم استراتيجية طويلة المدى لمواجهته لأن داعش تمثل خطرا أشد من تنظيم القاعدة.
ففي الوقت الذي اعتبر فيه المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ان تنظيمي داعش والقاعدة جماعات لا تحسب على الاسلام وامتداد للخوارج ودعا الى قتلهم،.. نجد رجال الدين واساتذة الشريعة وخطباء المساجد في الكويت يلتزمون الصمت وعدم التعليق على جرائم داعش،.. صحيفة الشاهد – الخميس 21 اغسطس الحالي ذكرت ان مسؤولين في وزارة الاوقاف رفضوا توجيه ادانة صريحة لتنظيم داعش واعتبروا الحديث في هذا الموضوع شأنا سياسيا، وقالوا ان الوزارة لا تريد الدخول في جدل مع من يؤيدون هذا التنظيم أو يتعاطفون معه، واشاروا الى انهم لا يريدون فتح باب تنظيم داعش طالما انه لم يحط رحاله بعد في الكويت، واضح جدا بأن وزارة الاوقاف الكويتية تعبر تعبيرا صادقا عن الحكومة، فهي لا تملك رؤية واضحة بعيدة المدى لكيفية التصدي للافكار الهدامة التي تطرحها داعش والنصرة الارهابيتان رغم ادانة مجلس الامن لبعض مشايخ الدين لدينا واتهامهم بتمويل وتزويد التنظيمات الارهابية بالمال والرجال الجهاديين، ورغم الظهور العلني الفاضح لبعض المركبات في الكويت، وهي تحمل رايات وشعارات داعش ودفاع بعض رجال الدين والاكاديميين عنهم باعتبارهم جهاديين،.. المصيبة لا الحكومة ولا وزارة الاوقاف تعيان خطورة البعد الاستراتيجي، فالتصريحات التي يطلقها بعض النواب السابقين المنتمين للاسلام السياسي وبعض الاكاديميين في كلية الشريعة والخاصة بمهاجمتهم للسفارة الامريكية في حالة قصف الامريكان لأهل السنة في الموصل،.. بدون ان يذكروا بأن تنظيم داعش والنصرة السني هم من قتلوا السنة والشيعة والمسيحيين والاكراد والايزيديين وغيرهم من الاقليات، فقط لأنهم يختلفون عنهم بالرأي،.. مما يعني ان انصار داعش والنصرة في الكويت يؤيدون ويباركون جرائم قطع الروس ورجم النساء وتجنيد الاطفال للاعمال الارهابية.
ما يخيفنا في الواقع الكويتي المريض هو ان تنظيم داعش والنصرة لديهم قواعد شعبية يحملها البعض ممن يؤمن بالفكر السلفي الجهادي وهذا الفكر المتطرف موجود في مجتمعاتنا الخليجية والعربية.
حكومتنا الرشيدة رغم تحالفها واعتمادها على التغطية الامنية الدفاعية الغربية لا تملك رؤية واضحة في كيفية التصدي لمن يحارب الغرب وتحديدا الولايات المتحدة،.. نحن مع حرية الرأي المطلقة لكن عندما يصل الامر الى مصالحنا وامننا على المدى البعيد علينا ان نفكر الف مرة قبل اطلاق التصريحات والدعوات التي يطلقها رجال الدين في المنابر وجماعات الاسلام السياسي التي تشيد بالشباب المجاهد وتدين التحركات الغربية التي بدأت اخيرا باتخاذ مواقف عملية في ملاحقة الارهابيين في كل من العراق وسورية واليمن.
واخيرا نرى اذا كانت حكومتنا جادة في محاربة الارهاب كما تدعي، عليها ان تعلن استراتيجيتها وخطواتها العملية في محاربة الارهاب ليس من منظور امني فقط رغم اهميته، لكن من منظور ثقافي وتعليمي وديني وتبني الفكر المدني الحر الذي يؤمن بمدنية الدولة القانونية – التي تملك رؤية انسانية عامة تحترم كل الاديان والطوائف ولا تقصي احداً.. بدلا من الانغلاق الحضاري والسكوت على الممارسات غير القانونية.. من انصار داعش.
تعليقات