بحر النسيان الكويتي!.. بقلم صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 1133 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  الكويت تنسى

صالح الشايجي

 

الوفاء طبع فيَّ لا تطبّع.

لا أقول هذا من باب التباهي بقدر ما أقرّ بحقيقة أعيشها وواقع أحسه، غير آبه بشبهة النرجسية وتزجية الذات التي قد تحيق بي من ذي غرض أو خبل.

عرف أبناء جيلي الكويتيون ومن ارتادوا مدارس الخمسينيات، اسم «درويش المقدادي» كواحد من رجال التعليم في الكويت، اسما من ضمن أسماء كثيرة كنا نسمعها أو نقرؤها مطبوعة على أغلفة كتبنا المدرسية التي كنا ندرسها.

وغاب اسم الرجل «درويش» طويلا من زمن وعقودا من سنين، حتى عاد الى ذاكرتي هذه الأيام وأنا أقرأ كتاب زوجته السيدة «ربيحة الدجاني المقدادي» والتي رافقته سني عمره الكويتي ولها أيضا صفحات في تاريخ التعليم الكويتي.

وكنبذة مختصرة جدا عن «درويش المقدادي»، فهو فلسطيني من مواليد أواخر القرن التاسع عشر وكان من مناضلي فلسطين القدامى وله باع طويل في المناشط السياسية والثقافية والتعليمية، طردته السلطات البريطانية من فلسطين بعدما تعرض للاعتقال بسبب نشاطه الوطني الرافض لتمهيد الانجليز السبل لليهود لاحتلال فلسطين، فسافر الى العراق ليعمل هناك في حقل التعليم.

وسيرة الرجل طويلة ولكن ما يعنيني منها في هذه المقالة هو الجزء الكويتي في حياته، حيث طلبته الكويت عام 1950 لتنظيم العملية التعليمية.

ولقد ساهم الرجل فعليا في تنظيم العملية التعليمية وتطويرها وازدهارها بحكم موقعه المتقدم في إدارة المعارف وتجاوب الإدارة العليا في البلاد معه نظرا لما يتمتع به من ثقة ولتاريخه الطويل في حقل التعليم، ولقد منح الجنسية الكويتية.

وتعدد زوجته السيدة ربيحة الكثير من انجازاته التي تحققت على أرض الواقع الكويتي في عقد الخمسينيات، ولعل أهم ما ذكرته أنه هو الذي يقف وراء الكشف عن آثار جزيرة فيلكا واستدعاء بعثة تنقيب الآثار الهولندية، الى درجة أنه كان يذهب في عطلة نهاية كل أسبوع لزيارتها رغم صعوبة المواصلات في خمسينيات القرن الماضي.

كتبت هذا لا تذكيرا بتاريخ الرجل وهو أطول مدى وأعرض من مساحتي هذه، ولكنما كتبت متسائلا: هل كرمت الكويت هذا الرجل؟! هل وفته حقه؟!

أم أنه غاب ككثيرين غيره في بحر النسيان الكويتي؟!

أنا شخصيا لم يمر علي اسم مَعْلَم، مدرسة أو معهد أو شارع يحمل اسمه!

وأرجو أن أكون مخطئا!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك