يكتب محمد الشيباني: الأحمق من اطمأن إلى الدنيا!
زاوية الكتابكتب أغسطس 16, 2014, 12:48 ص 532 مشاهدات 0
القبس
ما للحمقى لا يعتبرون؟!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
هذه هي الدنيا، فالأحمق من اطمأن إليها ووثق بدوامها، ولم يحسب حساباً لتداول الدول وتبدل الأحوال، وظن أن ما نال من مال ومجد باق له، ما علم أنه لو دام لمن قبله ما وصل إليه، لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك. (من كلام الشيخ علي الطنطاوي).
لماذا يعتقدون عند دفن العزيز القريب الحبيب الصديق أنهم لن يكونوا في اليوم التالي هم المدفونين أو المصلى عليهم؟! فلماذا الإصرار على البغي والعدوان والتكبّر والغرور والتنافس على الحطام دونما عمل يؤهلهم لهذا اليوم والاستعداد له؟ كم ندفن في اليوم من موتى، بل كم من مرات نذهب إلى المقبرة لدفن عزيز من دون أن نفكر في مآلنا نحن كذلك؟!
لماذا الكذب على النفس وغشها وصدها عن هذه الحقيقة؟ فالقبور إما فيها الصادقون وإما فيها الكاذبون، ولكل واحد منهما وضعه في قبره حتى يقوم الناس إلى رب العالمين، وهناك كذلك وضع آخر ولا أحد يضمن أين مكانه في الصادقين أم في الكاذبين، ولكن لكل شيء دلائله وعلاماته. فالمتواضع المنفق النقي المعوان على الحق والحقيقة غير ذاك الذي ليس على واحدة من هذه الصفات، فربنا عرفناه بالفطرة التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله.
لماذا لا يتعظ المرء بسلفه ومضى وزلت به نعله فيغيّر من نمط حياته ونفسه ويغير من نمط حياته التي لم تحرك في سلوكه شيئاً يذكر فيموت وهو غاش لنفسه ولأمته ودينه وربه، أي أنه في لهو دائم وغرور مستمر وآمال يعتقد أنها لا تنقطع! فتبّاً لهؤلاء من تلك الحياة الصاخبة المميتة للنفوس والقلوب وتذكر المآل والحساب، ومعلوم أن ثمرة العجب المقت، أي يمقته الناس ويرجون زواله. والله المستعان.
* لا بد منه.
«الموت بارقاب العباد».
تعليقات