التوعية المجتمعية باتت ضرورة ملحة في الكويت.. بنظر سلوى الجسار

زاوية الكتاب

كتب 468 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي  /  المصلحة العامة مسؤولية مجتمعية

د. سلوى الجسار

 

تمثل المسؤولية الاجتماعية احد العناصر الهامة في دعم المصلحة العامة للوطن.ان تقوية الروابط الاجتماعية والعلاقات الانسانية بين الأفراد تجعل الفرد مسؤولا أمام المجتمع عن أي سلوك او قرار يتخذه.بمعنى ان كل فرد مسؤول عن نفسه وعن عدم حدوث أي ضرر بالآخرين الا في الحدود التي كفلها له القانون وقيم المجتمع وهذا ما يطلق عليه المواطنة الصالحة. ان السلوك الذي يقوم به الفرد سواء في العمل او في الشارع او في الاسواق او حتى عند قيادته للسيارة وغيرها تعكس التنشئة الأسرية والتربية المجتمعية.ان المسؤولية الحقة التي ينشدها المجتمع المتحضر من احد واجبات التعليم بمناهجه وتربيته وتوجيهه على الرغم من اختلاف وتعدد مشارب الأفراد وبيئاتهم وخلفياتهم وانتماءاتهم وجنسياتهم.نحن نعيش اليوم زمن العولمة والتواصل الاجتماعي وتوفر مقومات الرفاهية والحياة الكريمة التي نتمتع بها في وطننا الحبيب الكويت والتي قد لا يجدها آخرون في بلدانهم. الا اننا نجد بعض المواطنين تتعدى سلوكياتهم حدود الصلاحيات الممنوحة لهم وقيم المجتمع التي تآلفنا عليها، فاختلط لديهم مفهوم الحقوق والواجبات ومفهوم المسؤولية المجتمعية فلا قوانين تردعهم ولا قيم تمنعهم اعتقادا منهم ان ممارسة هذه المساحة من السلوكيات خاصة بهم دون احترام حقوق الآخرين والواجبات المطلوبة منهم اتجاه المجتمع.اننا لا نستغرب من وجود بعض هذه الممارسات في مجتمعات تكبح جماح المجتمع وتكبت حرية مواطنيه وتمارس عليهم ضغوطاً نفسية واستخباراتية، ولكن نستغرب ان تمارس سلوكيات غير مقبولة هدفها المصلحة الخاصة دون التفكير بالمصلحة العامة للوطن وجودا وانتماء. وما يزيدنا استغرابا مشاهدة دخول وممارسة سلوكيات دخيلة وغريبة لم نعهدها سابقا في وطننا ومنها تراجع القيم الطيبة المبنية على الاحترام والالتزام والتسامح والتعاطف والتنازلات والتعاون والايثار، وطغى الأنا وحب الذات والتباهي والحقد والكراهية والتفاخر بالغيبة والنميمة والبهتان والقيل والقال.أما العجيب وقوف الاعلام الحكومي مكتوف الايدي لاحول له ولا قوة امام مواجهة هذه السلوكيات الدخيلة وابراز الخصال الحميدة والقيم الطيبة التي دأب عليها مجتمعنا المسلم المسالم والعمل على تبني حملات اعلامية توعوية للمجتمع وترسيخ المبادئ والقيم الطيبة في عقول ونفوس الأبناء، بل نجد الاعلام يهتم بترسيخ قيم غير طيبة في عقول الأبناء عن طريق الأفلام بأنواعها وبعض البرامج والتمثيليات الهابطة غير الهادفة وغير المدروسة والتي بدورها اثرت سلبا على العلاقات الاجتماعية والترابط بين الأفراد وتفريق الجماعة.اننا في خضم هذه المتغيرات المعاصرة والتوجهات المختلفة بحاجة ماسة الى توعية مجتمعية تشارك بها جميع مؤسسات الدولة بتطبيق ما فقدناه من قيم وعادات والتمسك بها لتنمية روح الجماعة والترابط الأسري وتنمية مصلحة المجتمع الكويتي.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك