عبدالله عطاالله في الذاكرة
زاوية الكتابكتب أغسطس 15, 2014, 11:02 م 1300 مشاهدات 0
لقد أخلي سبيله, بعدما أثبت من زنزانته, أن الأخ الأكبر جائر, أن نظام برمته قاهر, بِمن فيهم المجتمع, متواطأ مع الجهل والفقر والتعصب والحقد وامتهان الإنسان والكراهية والتضليل والزيف وفساد الذمم..إلخ
تؤسفني روية بلادي طيبة, منارة شامخة, رائدة في عدة ميادين معاً, تهدم القيم والمبادئ والأخلاق, وتناقض اليوم تعليم ديننا وشريعتنا وقد تهاوت بيدي الطامعين والكائدين والمفسدين والفاسدين.. يؤسفني روية الإنسان أخنع بالفقر والخوف وأهم من ذلك أستعبد بالجهل بحيث يعيش ويموت مصفد دون أن يعرف أن هنالك علماً وجمالاً قد فأته, وحياة لم يعيشها أبدا, إنه ليؤلمني أشد الألم أن أرى هذا التصرفات والممارسات بينما بلادي تتعرض لأخطار جسيمة وتواجه تحديات خطيرة فالنيران المشتعلة حولنا يكاد يصلنا, وإننا الان أحوج ما نكون إلى التكاتف والتلاحم والوقوف صفاً وأحدا ضد العنصرية البغيضة والطائفة المقيتة والمذهبية والقبلية والفئوية, والعاقل من أتعظ.
إنَّ السلطة على مرّ عقود تحاول تسييس قضية إنسانية, ومن ناحية آخرى تقوم بسياسة التذويب, حتى حُطم تاريخ فغدونا في بلادنا أجانب, مهشمين منبوذين معدومين, قابعا في بائس ويأس وقنوط, وفي ضواحي تفتقر لأدني مقومات العيش الكريم, مدقعا بجوار الثراء, نعيش المآسي في ظل تسويف السلطتي التشريعية والتنفيذية.
وفي تغيب السلطة القضائية, لا تنتظر مني أن أطرح لك حلاً قانونياً, إنما باحترام القانون وبطريقة منهج اللاعنف أدفع الحلول, لاسيما أن قضيتي رابحة, ألقيت في قعر مظلمة, بوضع فئة الكويتيين البدون مكبلون في خانة غير قانونية, ومن طبيعي أي عملية تغيير ستعتبر غير قانونية, وعلى البعض منا إذا تمادوا في ثرثرتهم وفي ضجيجهم وفي عبثهم نحسن الظن بهم ونحسبهم من دعاة اللاعنف, فمن هذا تحايل وتماكر التي تسعى الحكومة جاهدة وبحجة الصالح العام, يحتاج منا الالتزام الذي يحول دون اختراق القانون, فيفتح ثغرة في طريق مسدود وذلك من خلال منهج اللاعنف.
وبهذه وسيلة أكافح من أجل اعتراف السلطات بنا, بصورة قانونية شرعها الله لنا ككل البشر أن أكون إنساناً, أعيش الحياة الكريمة, وأعلم أنّ بعضكم يسأل, كم من الوقت ستستغرق المسألة؟.. لن تستغرق وقتاً طويلاً, لأن الحقيقة المغروسة في الأرض ستنهض عن قريب, لأن ما من كذبة تستطيع العيش إلى الأبد, لأن عينيَّ شاهدتا مجد كاظمة, شاهدتا رايات النصر تخفق بأبنائها, شاهدتا عطاء بلا حدود وجهد عظيم لن أسمح بأن يضيع بحجج واهية وأن يندثر في لحظة نكران.
ومن دون شك سيكون الكفاح شاقاً, لكن الطوفان ليس قدراً, والغد ليس مكتوباً, وإنما علينا نحن أن نكتبه, أن نتصوره, أن نبنيه بشجاعة, وإرادة, وأن نبنيه بإرادة إذ أن هذا يستلزم الجميع, جميع الكويتيين البدون, وأن نبنيه بالحكمة, قبل كل شيء, فمن غير معقول دفاعنا عن العنصرية في استنساخها, فيما ندّعي المعاناة من بطشها ظلمها وعماها, أن هذه تحدى ملقاة على عاتق فئة الكويتيين البدون, ولا سبيل للخرج من هذه المتاهة القاتلة, إلإ بالتصدي بالوعي الكامل, وهذه احد التحديات التي تستدعي مواجهتها, فإن تصغير الناس يعني شحنهم بالخوف, وبالتالي خشيته من الآخر, في وقت الذي نريد فيه إنهاء الظلم, الإساءة, الذل, المهانة, وصياغة المستقبل معاً.
وفيما سبق لم أكتب لأقدم النصيحة أو محاضرة, إنما أبقاه في ذاكرة في الوقت الحاضر على الأقل, أبقى عبدالله عطاالله, لأنه يمنحني أسباباً جديدة للمواجهة, بل يمنحني أمل في بلوغ المهمة التي تقتضي التضحية, في سبيل تجنب الجيل القادم مآسي هذا الجيل, وحين يتهاوى كلانا كجذع شجرة, دون أن ينحني, مردداً لمن يشاء أن يسمع, تبقى كويتنا وذاكرة وكلانا فان.
أحمد سالم نعيم.
تعليقات