عذبي زيد العصيمي يكتب.. ما حقيقة تنظيم داعش

زاوية الكتاب

كتب 2050 مشاهدات 0


عمل تنظيم ( دولة العراق الإسلامية ) تحت مسميات وقيادات متعددة منذ إنشائه عام 2003 كأحد الأجنحة العسكرية الناشطة في الساحة العراقية ضمن عدد من الفصائل التي كانت تقاوم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق ، وقد حمل في بداية ظهوره اسم ( جماعة التوحيد والجهاد ) ، هذه الجماعة التي تمكنت من فرض حضورها في المكون السني في عدد من المحافظات العراقية وعلى وجه الخصوص : الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك وبغداد وبابل ، وفي عام 2004 أطلقت تسمية تنظيم ( القاعدة في بلاد الرافدين ) على تلك الجماعة التي قامت بزعامة أبو مصعب الزرقاوي – أردني الأصل – وأعلن التنظيم عن مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة إسامة بن لاندن ، وقد تمكن الزرقاوي وتنظيمه من تنفيذ العديد من العمليات الانتحارية ضد القوات الأمريكية والعراقية ، تخللتها عمليات الاغتيالات المنظمة وخطف أعداد من السياسيين والمواطنين العراقيين والحصول من ذويهم على فدية مالية كانت ينتهي أغلبها بقطع الرؤوس وتنفيذ الاعدامات التي كانت تبث في شبكة الانترنت .

وفي يونيو 2006 تمكنت القوات الأمريكية من قتل الزرقاوي ، انتخب بعده هذا التنظيم أبو حمزة المهاجر زعيماً له لغاية أبريل 2010 حيث الإعلان عن تشكيل ما عرف بدولة العراق الإسلامية بزعامة أبو عمر البغدادي الذي قتل على يد القوات الأمريكية المتواجدة في العراق ، فاختار التنظيم أبو بكر البغدادي زعيماً له ، وخلال هذه الفترة ( 2006 – 2010 ) انحسر نشاط دولة العراق الإسلامية نسبياً ، وذلك بفعل التعاون الأمريكي مع الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية ، وبعد أن جرى تشكيل ما عرف بالصحوات التي هي تنظيمات ميليشياوية مقاتلة كان ينتمي أغلب عناصرها إلى دولة العراق الإسلامية وعادت لتنتضم بمساعدة الأمريكيين وأصبحت تقاتل إلى جانبهم ، بعد أن كانت تقاتلهم ، لكن نشاط تنظيم دولة العراق أصبح له تأثير واضح في العراق خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية عام 2011 ، حيث شن التنظيم حملة تفجيرات عنيفة في المدن العراقية ، كان أبرزها وأعنفها في بغداد ، إلى جانب نحاحه في مهاجمة بعض السجون العراقية وإطلاق سراح عناصر التنظيم المحتجزين فيها ، وكان من أبرز تلك العمليات تجاه سجني التاجي وأبو غريب .

ثم ظهر تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية (داعش) للمرة الاولى في ابريل 2013، وقدم على انه نتيجة اندماج بين تنظيمي 'دولة العراق الاسلامية' التابع لـ 'القاعدة' و'جبهة النصرة' السورية، الا ان هذه الاخيرة رفضت الاندماج على الفور، ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في كانون الثاني (يناير) 2014 لا تزال مستمرة بتقطع حتى اليوم.

واعترض 'داعش' علناً على سلطة زعيم تنظيم 'القاعدة' ايمن الظواهري ورفض الاستجابة لدعوته الى التركيز على العراق وترك سورية لجبهة 'النصرة'.

وبعد انسحاب القوات الاميركية من العراق في نهاية 2011، شن 'دولة العراق الاسلامية' حملة وفي نيسان (ابريل) 2013 اعلن ابو بكر البغدادي في تسجيل صوتي ان جبهة 'النصرة' هي امتداد لتنظيمه، واعلن دمج التنظيمين تحت مسمى واحد هو 'الدولة الاسلامية في العراق والشام'. لكن 'النصرة' سارعت في اليوم التالي الى رفض عرض الاندماج.

وبعد اعلانه عن الاندماج الذي لم يكتمل، قرر البغدادي نقل نشاط تنظيمه الى سورية، حيث سيطر على اقليمي الرقة ودير الزور واستعاد اسلوب الزرقاوي بتنفيذ اعدامات بحق عناصر من جماعات اخرى منافسة وقطع رؤوسهم في الساحات العامة.

وسرعان ما بدأ التنظيم في خوض معارك على اكثر من جبهة في الداخل السوري، واحدة ضد 'النصرة' وثانية ضد 'الجيش السوري الحر' التابع لائتلاف المعارضة السورية، وثالثة ضد الاكراد السوريين الذين قرروا اقامة نوع من 'الحكم الذاتي' في مناطقهم في شمال سورية. وفي شباط (فبراير) الماضي، تمكن مقاتلو 'داعش' من اغتيال ممثل الظواهري في سورية المدعو 'ابو خالد السوري' بتفجير مقره في مدينة حلب.

ثم تسللت قوات داعش ، الى مدينتي الفلوجة والرمادي واحتلتهما بعد اشهر من تصاعد العنف في محافظة الانبار، ومع ان القوات الحكومية استعادت السيطرة على الرمادي بعد بضعة ايام الا ان الفلوجة بقيت تحت سيطرة المقاتلين المتشددين.

وفي تطور مفاجئ في العاشر من (يونيو) 2014 ، شن 'داعش' هجوما واسعاً بقوة يقدر عددها الكلي بحوالي ( خمسة آلاف ) مقاتل عراقي ، و ( سبعة آلاف ) مقاتل سوري في (يناير) 2014 ادى الى سيطرة سريعة على مدينة الموصل في محافظة نينوى شمال العراق ، وثاني اكبر المدن العراقية، بعد انسحاب القوات الحكومية العراقية منها، ووسع التنظيم سيطرته بعد تحالفه مع عدد من الفصائل العراقية المسلحة ، الى محافظة صلاح الدين التي تربط وسط العراق بشماله وتضم مدينة بيجي، حيث اكبر مصافي النفط العراقية، وحاول الاقتراب من محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها، الا ان قوات البشمركة الكردية سارعت الى احتلال المحافظة بعد انسحاب الجيش العراقي.

وبعد سيطرة 'داعش' على مناطق واسعة من العراق تشمل معظم محافظة الانبار السنية في غرب العراق، اعلن في 29 (يونيو) 2014 قيام 'دولة الخلافة الاسلامية' بقيادته، ومبايعة زعيمه ابي بكر البغدادي 'خليفة' للمسلمين، وتغيير اسم التنظيم الى 'الدولة الاسلامية' فقط.

كتب- عذبي زيد العصيمي

تعليقات

اكتب تعليقك