الغنوشي : القرضاوي لم يتعاون مع جيوش الكفر ويسهل لها احتلال بلاد إسلامية
عربي و دوليسبتمبر 20, 2008, منتصف الليل 1275 مشاهدات 0
تفاعلت ردود الفعل حول البيان شديد اللهجة الذي أصدره العلامة يوسف القرضاوي ، والذي رد فيه على 'تطاول' وكالة الأنباء الإيرانية عليه وسبابها له وتكفيره بنسبته إلى من أسمتهم 'أعداء أهل البيت' ، فقد نشر الشيخ راشد الغنوشي الداعية الإسلامي المعروف ورئيس حركة النهضة التونسية المعارضة بيانا أمس نشره موقع 'المصريون' تضامن فيه بقوة مع الشيخ القرضاوي ودافع فيه عن موقفه وأكد على صحة الاتهامات التي أطلقها القرضاوي ضد محاولات التغلغل الإيراني في المجتمعات الإسلامية السنية بما يهدد وحدة الأمة ويحرك الفتن .
وللمرة الأولى اتهم الغنوشي إيران بتواطؤها مع العدوان الأمريكي على العراق وتعاونها مع قوات الاحتلال لتدمير العراق واحتلاله وأنها ظلت تمتن على الأمريكيين بهذا 'الجميل' وقال الغنوشي في بيانه (هل تعاون 'القرضاوي' مع جيوش الكفر وسهل عملها في احتلال بلاد إسلامية وأغراها بذلك وامتن به عليها؟ هل جعل دينا له يتعبد به ربه لعنَ أحب وأقرب الرجال والنساء إلى قلب صاحب الدعوة ممن مات وهو عنهم راض، وكيف يأتي القرضاوي شيئا من ذلك، وهو رأس مذهب جمهور المسلمين) ، وهو يشير بذلك أيضا إلى ترويج الإيرانيين لمذهبهم الذي يسب أصحاب النبي ويلعن الصحابيين الجليلين والخليفتين الراشدين أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب ، رضوان الله عليهما ويسب أمهات المؤمنين .
وحمل الغنوشي بشدة على وكالة الأنباء الإيرانية ووصف اتهاماتها للشيخ بأنها 'سافلة ورخيصة' ، وأضاف قائلا : (كان القرضاوي ولا يزال صوت الأمة الذاب عن عقائدها، المدافع عن مظلوميها، الشاد من أزر قوى المقاومة حيثما كانت، وذلك ما يفسر استهدافه المتواصل من طرف كل القوى المعادية للأمة ولدينها، فكيف غاب كل ذلك عن محرر وكالة الأنباء؟! أوليس من التجني على هذا الرمز هذه المحاولة الفاشلة الرخيصة لتلويث هذه السيرة العطرة؟ فماذا أتى القرضاوي بالضبط حتى يوجه إليه كل هذا السيل من الاتهامات؟.)
وقد أكد الشيخ راشد الغنوشي أبرز زعماء المعارضة التونسية معلومات الشيخ القرضاوي عن الجهود الحثيثة التي تبذلها إيران من أجل اختراق المجتمعات السنية لنشر التشيع وتقسيم المجتمع طائفيا ، وأوضح بأن الإيرانيين استغلوا الشقاق بين الحركات الإسلامية السنية وبين النظم السياسية في العالم السني من أجل الترويج لمذهبهم أحيانا بدعم من السلطات المحلية ، وأضاف قائلا : (لقد عبر الشيخ القرضاوي عن انزعاجه من تفشي هذه الظاهرة في مصر حيث تستغل بعض المراجع الإمامية ما يتوفر لديها من أموال طائلة، تستغل بها ما تعيشه بلاد شمال إفريقيا، ومنها مصر من أوضاع فوضى وفقر وتصارع بين الحركة الإسلامية وأنظمة الحكم، بما شغل الأنظمة عن أداء واجبها في الدفاع عن أحد أهم أعمدة النظام العام، أعني الإسلام في صيغته التي أقرها جمهور الأمة، بل لم تكتف تلك الأنظمة السلطوية بكف أيدي المجتمع المدني ممثلا في الحركة الإسلامية عن القيام بذلك الواجب، بل عمدت إلى تسهيل عمل أولئك الدعاة الشيعة المتخصصين والمدعومين بأموال طائلة تنحدر عليهم من جهات شعبية، وربما رسمية)
ودعا الإيرانيين إلى أن يبذلوا هذه المليارات لدعوة من يدينون بالشرك والوثنية في أقطار العالم بدلا من محاولة صناعة الفتن باختراق المجتمعات السنية وأضاف (فلماذا لا تصرف الجهود في موضعها الطبيعي لدعوة مليارات البشر الذين يموت كل يوم معظمهم على الشرك بسبب تقصير المسلمين بكل مذاهبهم عن أداء الواجب الشرعي في إبلاغهم كلمة التوحيد؟! وذلك بدل نشر الفتن والصراعات داخل صفوف مجتمع سني أو آخر شيعي.. إنه جهد يقرب من العبث أيا كان مذهب القائم به) .
وأكد الغنوشي كذلك حق الشيخ القرضاوي في التحذير من مغبة نشر التشيع ومعه انقسام المجتمعات التي كانت لا تعرف الطائفية مما يؤدي إلى الفظائع والدماء التي فجرتها إيران في العراق الذي مزقته الفتن الطائفية بدعم من الأمريكيين والإيرانيين على سواء .
وقال (من حق الشيخ القرضاوي باعتباره رأس علماء السنة من موقعه التوجيهي ومسئوليته أن ينبه إلى خطر ما يحصل من اختراقات في المجتمعات السنية الخالصة من قبل بعض دعاة التشيع، بما يؤسس في تلك المجتمعات إلى فتن مذهبية هي في غنى عنها، وهو ما اكتوت بناره هذه المجتمعات ذاتها في مصر وشمال إفريقيا أيام حكم الشيعة الإسماعيلية، فكانت سوابق دامية لا يتمنى أحد ولا في مصلحة أحد زرع بذورها مجددا، ولا تزال تكتوي بنارها بعض المجتمعات الإسلامية، وما يحدث في العراق شاهد لا يغري بتصدير ذلك النموذج إلى بلاد أخرى قد أراحها الله منه.)
وأضاف الغنوشي تأكيده لما ذهب إليه الشيخ القرضاوي من وصم ما تدين به إيران بالإبتداع والغلو في الدين حيث قال :( والمشكل مع إخواننا الشيعة هو الغلو محبة وكرها؛ محبة لأسرة النبوة تخرج عن حدود الشرع، حتى تنسب لهم عصمة هي للأنبياء، بل حتى فعالية كونية هي اختصاص إلهي، وكرها لغالبية أصحاب رسول الله، تجردهم من كل فضل شهد لهم به الكتاب والسنة ووقائع التاريخ.) .
تعليقات