نبيل الفضل يكتب عن مذبحة الأسرة الحاكمة

زاوية الكتاب

كتب 776 مشاهدات 0


سنة الذبحة اذا كان في تاريخ الكويت اعوام لها مسميات مرتبطة بأحداث حدثت في تلك السنين، كما بين الزميل الرائع الدكتور أحمد الدعيج في مقاله الاخير، فأصبح عندنا سنة الهيلق وسنة هدامة وسنة الطبعة، فقد اصبح عندنا اليوم سنة الذبحة. وهي السنة الممتدة من يوليو 2006 الى يوليو 2007. حيث حدثت مذابح لمناصب وشخوص ابناء الاسرة الحاكمة، باسلوب لم نر له شبيها في السابق لا في الكويت ولا في غيرها. بل اننا نكاد ـ ومع الفارق ـ نشبه ما حدث ويحدث لابناء الاسرة الحاكمة الكويتية، بما حدث لافراد الاسرة الهاشمية في العراق عام 1958، حيث كان هناك الزعيم عبدالكريم والحاكم المهداوي. وعندنا اليوم زعيم مشابه، ونواب قضاة احالوا مجلس الامة الى قاعة محكمة. قد لا تحكم بإعدام الآخرين، ولكنها تحكم باغتيال كراماتهم وواجهتهم الاجتماعية وشخصياتهم السياسية. سنة الذبحة بدأت مع إقصاء الشيخ أحمد الفهد اثر أزمة الدوائر، ثم تلاه إعدام سياسي لابن عمه الشيخ أحمد عبدالله الأحمد. وما كدنا نمسح دماءهما من المشهد السياسي حتى تم اغتيال شخصية الشيخ علي الجراح. واليوم تتصاعد الاحتمالات بتصفية الشيخ مبارك الدعيج والقضاء على الشيخ صباح الجابر، ودفن الشيخ طلال المبارك!!. هذا بالطبع إضافة الى المؤامرات المستمرة لتدمير الشيخ علي الخليفة والتهديد باستجواب الشيخ صباح الخالد، لتتوج سنة الذبحة هذه بالتهديد الذي لم يعد مبطناً باستجواب سمو رئيس مجلس الوزراء!!. وعلى الرغم من وجود اختلاف لنا مع بعض هذه الأسماء، إلا أننا لا نستطيع الهروب من سؤال مؤرق يقول: »هل يعقل أن أبناء الأسرة دون غيرهم هم الفاسدون، وهم الفاشلون في أعمالهم عن بقية أبناء الشعب، الذي يبدو أنهم كلهم وطنيون صالحون نزهاء؟!!«. ثم يزداد الشك عندنا في أن الأمر ليس صدفة محضة ولا هو مجرد تزامن غريب. بل ان منطق الأشياء يفرض على أي ذرة عقل أن تقف وتنظر وتحلل وتستنتج في النهاية، أنها حرب على الأسرة ذاتها متمثلة بأبنائها من أصحاب المراكز القيادية. وان هناك توجهاً خبيثاً لإضعاف هذه الاسرة الحاكمة واظهارها بمظهر العجز عن انجاب قياديين يصلحون لحكم الكويت. نحن لن ندافع عن الاسرة ولا ابنائها لان هذه هي مسؤوليتهم هم، والمرات الكثيرة التي تصدينا فيها للدفاع عنهم كانت ذات كلفة كبيرة علينا، وكان موقفهم هو الوقوف مع اعدائهم ومكافأة خصومهم!!!. لا. نحن لسنا بصدد الدفاع عن الاسرة الحاكمة أو أبنائها، ولكننا مرغمون للدفاع عن أنفسنا وأبنائنا، وقبل كل ذلك للدفاع عن الكويت الوطن. ماذا لو نجحت زمرة الخصوم في تدمير اسرة الحكمـ كما هو واضح من الشواهدـ واقناع الناس بالسوء والعدمية المزعومتين عن الاسرة الحاكمة الصباحية؟! اين البديل؟ بل من هو البديل؟! سؤال لن يجرؤ على إجابته أحد. وسيكون منطق الخبث جاهزاً للقول »لماذا لا يكون رئيس الوزراء شعبياً ويظل الحكم في آل الصباح كما ينص الدستور؟!«. كلام جميل ينطلي على السذج والبسطاء وشرّيبة الشاي في الدواوين، ولكن حقيقة الامر فان الحكم يتمشخص ويتمحور في رئاسة الوزراء، وهذا ما يحاولون الاستيلاء عليه كخطوة اولى، وليس خطوة نهائية. اما »شعبية الحكم« فانها شعار له جرس ورونق عند البعض السفيه، لكن الحقيقة التاريخية الناصعة انه ما من شعب استبدل الحكم الأسري في بلد عربي الا وقطع الطريق على نفسه وغاص في وحل من عدم الاستقرار السياسي. أعطونا بلدا، استبدل حكما عائليا ديكتاتوريا ظالما بنظام آخر فاستفاد واستقر، وعرف العدل والرخاء!! إذن لماذا نرضى ونسكت على محاولة مجرمي السياسة وحناجرهم النحاسية المكسوة بطبقة من السيراميك بحرماننا من حكم عائلي ديموقراطي عادل، عرفنا تحت ظله طعم الكرامة ونعمة الرخاء وأكسجين الحرية؟! نريد شخصا واحدا من جوقة التكتلات السياسية يجرؤ على ان يفند منطقنا ويثبت لنا خطأنا... كي ننضم لهم. أعزاءنا سؤال نوجهه للنائب مسلم البراك، اذا كنت ترى في استشارة علي الجراح لعلي الخليفة واحترامه له جريمة سياسية تستحق طرح الثقة بعلي الجراح، فما تصف استشاراتك لعلي الخليفة وزياراتك له في أثناء أزمة استجوابك ليوسف الابراهيم الذي دعمته جريدة »الوطن«. هل كان علي الخليفة يومها »حلوا« و»الوطن« مارون غلاسيه، وتحولا اليوم إلى »كخة«؟! سبحان ملهم الإبداع في تضليل الناس، وواهب القدرة على قلب الحقائق. هذا وقد مارس مثل هذه الصنعة آخرون كان آخرهم صدام حسين! فانظر عاقبة الأولين.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك