منى العياف تكتب: الكويت صارت تُقمع ولا تُسمع!
زاوية الكتابكتب يوليو 7, 2014, 12:02 ص 563 مشاهدات 0
الوطن
طوفة عروق / كان لابد.. أن نتوقع ما حدث؟!
منى العياف
في زاويتي المتواضعة هذه، وعلى مدى 6 شهور مضت كنت أكتب وأستقرئ وأحذر مما هو قادم، لأن الله سبحانه «عرفوه بالعقل»، ذلك أنه يصبح من الطبيعي عندما «نقاد» من حكومة ومجلس بمثل هذا الأداء المتدني لهما، على الرغم مما حظيا به من توافر ظروف ودعم ومساندة، من حيث الوفرة المالية غير مسبوقة الى المعارضة شبه المعدومة الى الصحافة الموالية، على الرغم من كل هذه الظروف غير المسبوقة، لم ير الناس عملاً ولا انجازاً، لم يروا شيئاً مفيداً من وراء هذه المعطيات، بل رأوا الآن ما هو أسوأ.. فأي متابع منصف كان لابد والحال كذلك ان يتوقع ما يحدث اليوم!.
٭٭٭
نحن أمام مجلس أمة يقاد بديكتاتورية يمارسها فرد، ويستقيل 5 نواب كانوا من خيرة نواب المجلس، ويتم تجاهل استقالاتهم، وتستكمل مسرحية ملء كراسيهم بغيرهم، ثم يتم اقرار 9 قوانين خاصة لأرباب رجال المال والأعمال، لم يسبق ان ادرجوا ضمن الـ(20 اولوية) من الأولويات التي اتفق عليها المجلسان، فماذا كان متوقعاً ان يحدث غير ما حدث!!.
وعندما تصدمنا قضية كتلك التي اسميتها «ام القضايا»، تتعلق بمن كان لهما يد في تغيير مشاهد سياسية عاصرناها وكنا شهوداً عليها، وهي قضية في تفاصيلها ما تشيب له الرؤوس، ثم تأتي السلطتان معاً، تحاولان طمس حقيقتها بكل الطرق، الى درجة التجرؤ والاجتراء علينا بمحاولات تكميم الأفواه، عبر اغلاق الصحف وايقاف النشرات الاخبارية وغير ذلك من المسرحيات التي قام بها رئيس مجلس الأمة، فانه كان لزاماً علينا ان نتوقع ما يحدث اليوم!.
٭٭٭
وعند ظهور «البراك» في لقاء تلفزيوني ويعقبه خروج جماهيري غير مسبوق في ساحة الارادة، ويقال ما قيل، والذي تم تداول تفاصيل بعض خباياه على عموم الناس، ثم نرى ردود فعل السلطات الثلاث من مؤتمرات صحافية وبيانات ثم لقاء «الفهد» و«بلاغ الكويت»، بعد كل هذا كان لابد وان نتوقع ما يحدث اليوم!.
منذ ان أصبح مجلس الأمة مؤسسة رقابية تابعة لمجلس الوزراء، منذ ان أصبح رئيس الحكومة غير قادر حتى على المواجهة والرقابة، على الرغم من فضائح ديوان المحاسبة عن مؤسساته، وعن اعلام ممثل في صحف ذات مصالح، وكل منطلقاتها المال والأعمال، و«تطبل» لهكذا مجلسين، ثم نأتي ونرى نهاية دور انعقاد على ميزانية مخيفة، لا ندري كيف تقرّ؟ على الرغم من عدم الانجاز السابق فانه كان لابد ان نتوقع ما يحدث اليوم!.
٭٭٭
كل هذه الأحداث المؤسفة كانت متوقعة.. عجلت باندلاعها حكومة لا تحترم شعبها، فقد ساهمت باطلاق شرارة الغضب لدى كل الناس، سواء من يؤيدون «البراك»، أم من يختلفون معه، فقد كان التعسف الذي حدث في سجن «البراك» هو السبب الرئيسي في الأحداث المؤسفة، فالنار كانت خامدة، جاز الله من أوقدها!!.
٭٭٭
فالغضب يعمي البصر والبصيرة، وقد كتبت في السابق أقول ان الكويت لن تعود كما كانت، ومن الصعب العودة الى الوراء اليوم الا بان يكون العدل هو ميزان الحق على الجميع، ولكي يشعر المواطن بالولاء والترابط لابد من الاصلاح، وعلى من يتولى المسؤولية ان يكون على قدرها، أميناً على أموال الشعب ومصالحه، ولهذا فان المواطن اليوم لا يشعر بذلك، فمن المعروف ان من أسباب هلاك الأمم هو «التمييز»، فعن عائشة رضى الله عنها: ان قريشاً اهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: ومن يكلم فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟! فقالوا: ومن يجترئ عليه الا أسامه بن زيد، فكلمه أسامه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أتشفع في حدّ من حدود الله؟! ثم قام فاختطب ثم قال: «انما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه، واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها!».
٭٭٭
وأي نظرة فاحصة لما يجري بالشارع نجد ان الغضب الموجود فيه هو لهذا السبب، وقد تصاعد الغضب حتى بلغ أشده مع شرارة حبس «مسلم البراك»، ورغم اختلافنا في بعض القضايا، الا اننا لا نقبل ما حدث معه، فقد خلق شعور الكراهية والحقد والغبن في قلوب جيل صغير قادم للمستقبل يحمل في مخيلته صورة «لمسلم» على أنه «بطل» لأسباب عديدة يراها هذا الجيل كما يرى ابني ابن السادسة عشرة ان عبدالفتاح العلي بطل ويتتبع هو وصحبه أخباره كلها.
أبعد كل هذا الشعور بالتقدير والبطولة لمسلم البراك، يأتي يوم ليرونه خلف القضبان، فيما يصرخ الجميع بان ما حدث له غير عادل!! لقد كان الطبيعي ان نراهم يدافعون عن حلمهم البريء، كما يرونه هم لا كما نعرفه نحن.. ترى كم من الكراهية والغضب وعمق الفجوة أصبح بين الدولة وبين أجيال الغد؟ ومن هو مسؤول عن ذلك؟!
سؤال أظن انكم تخشون طرحه، او انتظار إجابة عليه!!
٭٭٭
كلمة أخيرة..
العنف يولد العنف والمعاملة بالمثل هي استمرار للعنف وليس علاجه وقد يفتح باب الشر والظلم اكثر، فأرجوكم رفقاً بالمعتقلين الشباب فقد تكون قناعاتهم وتصرفاتهم نابعة من حبهم «لمسلم» وغضبهم على «سجنه» ولكن لا تحولوها الى كراهية للدولة، فلقد أصبح اليوم شعار الكويت تسمع.. الى الكويت تقمع!!..
.. والعبرة لمن يتعظ!!.
تعليقات