علي الذايدي ناصحاً أهل لبنان: نقحوا الدستور إذا أردتم العيش بسلام!

زاوية الكتاب

كتب 518 مشاهدات 0


القبس

دستوركم هو المشكلة

علي الذايدي

 

• اللبنانيون إن أرادوا العيش بسلام، فعليهم أن يبدأوا بتنقيح دستور بلادهم، وأن ينبذوا كل ما هو طائفي فيه.

في عام 1975 هاجم مسلحون من حزب الكتائب الماروني حافلة ركاب تقل فلسطينيين، فقتلوا منهم 27 شخصاً، كان هذا الحادث من أخطر حوادث لبنان على الإطلاق. ففيه انزلق البلد نحو الهاوية، ودخل نفقا مظلما لا بصيص له من النور حتى هذه اللحظة!

إثر هذه الحادثة انقسم اللبنانيون إلى معسكرين، هما: «الجبهة اللبنانية» و«الحركة الوطنية»، وكل معسكر انضمت إليه عدة أحزاب. فالجبهة اللبنانية تضم أحزابا مسيحية هي: «الكتائب، القوات، حراس الأرز، والأحرار»، بقيادة كميل شمعون، وكانت ضد الوجود الفلسطيني في لبنان، والحركة الوطنية تضم أحزابا قومية ويسارية، هي: «التقدمي الاشتراكي، الشيوعي اللبناني، القومي، والعمل الشيوعي»، بقيادة كمال جنبلاط، وكانت مع الوجود الفلسطيني في لبنان، وقد تحالفت هذه الحركة مع منظمة التحرير الفلسطينية. فوقع قتال شديد بين المعسكرين، سمي «الحرب الأهلية في لبنان». فشلت جميع المحاولات العربية والعالمية في تهدئة الوضع، فقامت الجامعة العربية بإرسال قوات ردع سورية، قوامها 20 ألف جندي، لفرض هدنة بين المعسكرين والجلوس على طاولة المفاوضات، ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق. واستغلت إسرائيل ظروف لبنان، ففي عام 1978 احتلت جنوبه، بحجة حماية أراضيها، ولعبت دورا كبيرا في الحرب، ودعمت الرائد سعد حداد المنشق عن الجيش اللبناني، الذي بدوره أعلن دولة لبنان الحر. وظلت الفوضى سائدة في لبنان حتى اجتمع الفرقاء في الطائف عام 1989 وقرروا إنهاء حربهم، باستثناء العماد عون الذي رفض الاتفاق. وبعد أقل من عام، شنّت قوات سورية ولبنانية هجوماً شاملاً على مقر العماد عون، الذي كان رئيسا للحكومة - آنذاك - مما اضطره إلى اللجوء إلى السفارة الفرنسية، فانتهت عندها الحرب الأهلية. ولكن ابتدأت حرب من نوع آخر، حرب أساسها واضعو الدستور اللبناني، الذين صاغوه على أساس طائفي ومذهبي بحت، فمن أجل ذلك تعززت الطائفية في ذلك البلد، وكان الولاء للطائفة مقدماً على الولاء للوطن، مما سمح للدول الأخرى بالتدخل في شؤون بلادهم، فكل طائفة وعلى أدنى إشكال، تستنصر من هو على ملتها من الخارج!

اللبنانيون إن أرادوا العيش بسلام، فعليهم أن يبدأوا بتنقيح دستور بلادهم، وأن ينبذوا كل ما هو طائفي فيه، وأن يجعلوا الشعب هو الذي يختار رئيسه ورئيس وزرائه، أيا كان هذا الاختيار، وأن يكون شعارهم «لبنان أولاً».

وعلى اللبنانيين أن يعلموا أن الاحتقانات السياسية الدائمة، والاقتصاد المنهار، والتدخل الأجنبي، لا يمكنها أن تصنع دولة.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك