الدعيج يكشف حقيقة موقفه المدافع عن السلطة

زاوية الكتاب

كتب 1132 مشاهدات 0


القبس

مجبر أخاكم لا بطل

عبد اللطيف الدعيج

 

بعض حسني النية، او بالاحرى بعض المتحمسين فوق اللازم لما يعتقدون به من قضايا ورؤى سياسية من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في الانترنت، يصرون على ترديد انني تغيرت او انني لم اعد معارضا كما كنت.

ربما كان معهم بعض الحق، فانا شخصيا اشعر بانني اصبحت اكثر ميلا للهدوء والتروي. وبالتالي التعامل مع الكثير من الامور بواقعية اكثر، وربما ايضا مرونة قد لا تتوافق بالفعل وما اعتقد به. لكن كل هذا رغم حقيقته واهميته لا يعني على الاطلاق انني اصبحت على يمين السادة الناشطين. او انني اكثر موالاة وقبولا بواقعنا المتخلف منهم. لان الواقع والحقيقة ان الامر عكس ذلك تماما.. فهم وليس انا من انتقل الى الجانب الاخر او اصبح رهينا اكثر لتخلفنا السياسي والاجتماعي.

مشكلة المتعاطين بالسياسة هنا، هو انهم يقيسون اليسارية او اليمينية، التقدمية او المحافظة، بالموقف من «السلطة السياسية». شخصيا انا اعتبر السلطة الاجتماعية هي الاقوى وهي المركز، وما السلطة السياسية او الحكومة الا تعبير عنها. لهذا فان موقفي الاساسي هو لمصلحة تغيير او التمرد على السلطة الاجتماعية والتقاليد والموروث وليس مناهضة ما يعبر عنها او يخضع لها من مؤسسات الدولة والمجتمع.

جماعة المعارضة الجديدة او الموالون السابقون في الواقع يسعون الى تغيير السلطة السياسية او تهذيبها كما الزعم، بينما يجتهدون - وانا اصر على انهم يجتهدون - للابقاء على المواريث والتقاليد وقيود وتعسف السلطة الاجتماعية على ما هي عليه. بل في واقع الامر هم يميلون الى تشديد القبضة اليمينية والرجعية الحالية ويسعون الى تكريس الارث والمعتقد الحالي كما فعلوا عندما قدموا مشروع حفظ التقاليد والابقاء على الموروث في ما عرف بقانون اعدام المسيء للذات الالهية او الكتب او الانبياء او الصحابة.. الخ.

ان الناشطين المتحمسين هم من انتقل الى الجانب الاخر، وهم من ربما «تغير». انا اصبحت مدافعا عن السلطة السياسية «بالقوة» بعد ان اصبح النشاط السياسي مجيرا لمصلحة التخلف ومسخرا لفرض المزيد من القيود السياسة والاجتماعية.. جماعة المعارضة او الموالون السابقون يريدون استبدال النزر اليسير مما تبقى من حريتنا السياسية والاجتماعية ببضعة دنانير يزعمون انهم سيستعيدونها من حرامية المال العام... ايام انخفاض سعر النفط انا كتبت خذوا خمسة مليارات مقابل حريتنا السياسية والاجتماعية.. اليوم اقول خذوا خمسين مليارا بس لا تعدمون من يعبر عن رأيه.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك