عن مدمعات فلسطين ومضحكات مصر!.. يكتب سالم الشطي

زاوية الكتاب

كتب 693 مشاهدات 0


الراي

فيض الخاطر  /  مدمعات فلسطين.. ومضحكات مصر!

سالم الشطي

 

في القلب غصة تتجدد مع الأيام، ونحن نرى الأصوات التي كانت تستنكر تتخافت، فلا تكاد تسمعها إلا همساً أو بسطر عابر لا يُرى وسط الأخبار!

إنها قصة فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني منذ أكثر من 66 سنة مضت، كلما أوقد خلالها الغيورون ناراً للحرب أطفأها الخونة والعملاء من بني جلدتنا، ألا قاتل الله اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الدولة الإسلامية بعد الحرب العالمية الأولى وتهاوي آخر خلافة إسلامية «الامبراطورية العثمانية»، فمزقوها إلى دويلات صغيرة، وأصبح هم كل منها أن يحافظ زعيمها على كرسيه وينشغل في شأنه الداخلي، فإن تجرأ وفكر – مجرد تفكير- أن يرفض لهم طلباً أو يحاول بجدية أن يوحد الدولة الإسلامية الكبيرة فإنه لن يمسي على كرسيه المخملي، فإما الاغتيال وإما النفي! وهكذا خلا الجو للكيان الصهيوني فباض وصفّر كما قال الشاعر:

يا لك من قبرة بمعمر... خلالك الجو فبيضي واصفري

قد رفع الفخ فماذا تحذري... ونقري ما شئت أن تنقري

قد ذهب الصياد عنك فابشري... لا بد من أخذك يوما فاحذري

وبدأ الصهاينة تدريجياً بالتعدي على أهل فلسطين والبيت المقدس والمسجد الأقصى خطوة خطوة للوصول إلى هدمه وبناء هيكل سليمان المزعوم، ووصلنا اليوم إلى أن تدخل المجندات بأسلحتهن وعتادهن إلى داخل المسجد ويتم الاعتداء على المصلين -قطع الله أيديهن- وسط مرأى ومسمع وصمت الدول الإسلامية، وقبل أسابيع يتم حرق المسجد الأقصى والاعتداء بالأسلحة عليه!! حسبنا الله ونعم الوكيل.

أقسم بالله العظيم إن الكلمات لتهرب والعقل ليعجز عن التفكير فيما يكتب حين يكون الموضوع يتعلق في أول قبلة للمسلمين، والقلب يحترق وهو يرى ذلك ولا يملك من أمره شيئاً، وفي المقابل نرى سفهاء أحلام وقاصري نظر طمس الله بصيرتهم فحد نظرهم أرنبة أنوفهم، يقولون: لا شأن لنا بفلسطين فنظامها وقف ضد الكويت خلال الغزو العراقي الغاشم!!

***

زودني أخي الصغير الحافظ الأديب شافي بن مبارك الهاجري بمقالة كتبها «حرقة» وهو يرى أوضاع مصر فعنونها بـ «وكم ذا بمصر من المضحكات؟!» جاء فيها: إن المراقب للوضع القائم في مصر الآن ليعجب من هرع بعض المواطنين المصريين في الإساءة إلى أنفسهم ومجتمعهم، فها هي جموع منهم تصطف أمام أبواب سفارات الجمهورية في شتى بلدان العالم لانتخاب السيسي رئيسا لمصر، انتخابا عادت به لنا تلك النسب الأسطورية التي فاز بها أسلافه من (الزعماء) و (القادة)!!.

وما عجبت إلا من حب الضحية جلادها، حبا دفعها إلى تنظيم حملته الانتخابية مجانا تأييدا للرئيس المرتقب! حبا اندلعت به ألسنة العلماء -أو هكذا يُسمّون! حبا قطعت به النساء أصابع الحياء فبرزن إلى الشوارع يصحن باسمه ويطبعن على صوره القبلات!! حبا علت به الأصوات النشاز من المغنين والراقصات ناعقة بذكره، حبا رجوا به جميعا جهاما إهراق ماؤه فهو يبرق ويرعد ولا شيء معه وسرابا يتبعونه...

وبعد هذا كله فإذا جاء الغد القريب لم يلم المصري إلا نفسه ولم يلعن إلا بخته، وسينساه أو يتناساه كل من ظنه ردءا له ونصيرا ممن مد له يد المعاونة على الإثم والعدوان، أولئك الذين تجد أحدهم تذرف عيناه لمأساة تحل بإخوانه في سوريا وتقر بأخرى في مصر، فهم لا يبكون على مظلوم لا يخدم بكاؤهم عليه مصالحهم السياسية، ولا ينازعون ظالما لظلمه إلا لعداوة شخصية يجدونها في نفوسهم عليه ولولاها لأحلوا له ديارهم وأموالهم، توافقهم في ذلك جموع غفيرة من أتباعهم على غير هدى إلا أماني تلقفوها منهم فهم يحاجون بها الناس!.

ويحملهم على هذه الموافقة بساطة في التفكير تريهم الحمل الوديع أسدا ضاريا إذا قال صدق وبر وليس بذاك، ونقص في الدين يجعل السبب عندهم والمسبب بمنزلة واحدة،فإذا خالف أحدهم السبب خشي فوات عطاء المسبب والله خير الرازقين!!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: «من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا».

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك