سياسة حرق المراحل القطرية- هل تدعو القمة إسرائيل يوما؟
خليجيدعوة محمود أحمدي نجاد لقمة مسقط القادمة
أغسطس 29, 2008, منتصف الليل 1065 مشاهدات 0
لم يكن غريبا أن نسمع عن تجدد الدعوة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور قمة دول مجلس التعاون المزمع عقدها في مسقط في ديسمبر2008م،لكن الغريب هو التداعيات التي رافقت تلك الدعوة وكانت محيرة ومخيبة لآمال الكثير من المراقبين لأمن الخليج العربي.
كانت البداية في حديث لوزير الخارجية الإيراني 'منوشهر متقي' قبل يومين والذي صرح إن إيران تدرس الدعوة، مضيفا ا انه عندما يحين موعد القمة ستعلن طهران ما إذا كانت ستشارك أم لا.
كان أول التداعيات هو التردد الإيراني في المشاركة والمؤشر على أن الأجواء السياسية الخليجية ليست بصفاء سماء دول مجلس التعاون في شهر أغسطس من كل عام. ثم جاء رفض إيران في الكشف عن كيفية توجيه الدعوة لطهران للمشاركة في القمة، مكتفيا وزير خارجيتها بالقول إن المشاورات الإيرانية ـ الخليجية لا تنقطع، رغم أن الإعلان عن وصول الدعوة قد تزامن مع زيارة الشيخ حمد آل ثاني لطهران قبل أيام قليلة.
أما ماكشف عمق شقة الخلافات في الأمور التنسيقية بين أطراف المجلس فجاء على لسان مسئول خليجي مطلع –كما ورد في صحف الخليج العربي -أنه لا البحرين ولا الكويت ولا الإمارات ولا السعودية فوضت أو اتفقت على دعوة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لحضور القمة الخليجية في مسقط.
في بادرة غير مسبوقة ،حضر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد القمة السنوية التي عقدت بالدوحة 3-12-2007م ، وكان بذلك أول رئيس دولة أجنبي يشارك في قمة لهذه المجموعة الإقليمية منذ إنشائها و الجانب الايجابي في حضور الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لقمة مسقط القادمة أو غيرها من القمم، هو في قدرة دول مجلس التعاون وإيران على تعزيز الروابط الأخوية والتعاون بين إيران ودول الخليج من خلال فتح الملفات الهامة بطريقة مباشرة تكون فيها دول المجلس جبهة موحدة وليس كما يقترح البعض من خلال لجان تمثل كل دولة على حده . ومن تلك الملفات ، قضية الجزر الإماراتية المحتلة والطموح النووي الإيراني والتهديدات الجوفاء من قبل فتية حرس الثورة بإغلاق مضيق هرمز بين حين وأخر، بالإضافة إلى ملفات الإرهاب و الأمن ومكافحة المخدرات، واختطاف المواطنين الخليجيين في عرض البحر ، وضرب الدبلوماسيين
لقد كان لنا في وقفة سابقة تحت عنوان ' نجاد في قمة ترحيل البنود ' تحدثنا فيها عن حصاد حضور نجاد وعن 12 مقترحا تقدم بها نجاد ولم تلق أذن صاغية في الخليج منذ أبريل 2007م ، فما جدوى حضوره القمة القادمة : http://alaan.cc/client/pagedetails.asp?nid=6976&cid=46
كما يحيط حضور الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد القمة الكثير من المحاذير التي منها كما تقول مصادر صحفية، الحرج الذي سببه حضوره للمشاركين في القمة من الجانب الإماراتي نتيجة البيانات التي لم تتوقف الأمانة العامة للمجلس عن بثها حيال الجزر الإماراتية المحتلة منذ قيام المجلس عام 1980م حتى اليوم، فكيف سيحضر نجاد لمسقط بعد أن تم مؤخرا فتح مكاتب إيرانية في الجزر .
إن غياب التنسيق وفقدان آليات العمل وتحجيم أجهزة المجلس هي تعابير مهذبة لما هو أكثر بؤسا في العمل الخليجي المشترك، حيث غيب عن قصد عمل الأمانة العامة لمجلس التعاون والتي تتلخص كما جاء في أوراق المجلس في إعداد الدراسة الخاصة بالتعاون و التنسيق و الخطط و البرامج المتكاملة للعمل المشترك ، و إعداد تقارير دورية عن أعمال المجلس ، و متابعة تنفيذ القرارات ، و إعداد التقارير و الدراسات التي يطلبها المجلس الأعلى أو المجلس الوزاري ، و التحضير للاجتماعات و إعداد جدول أعمال المجلس الوزاري و مشروعات القرارات ، و غير ذلك من المهام للنظام الأساسي .. أو بمعنى آخر كل شيء وفي الوقت نفسه لاشيء.
فهل يمكن أن نقول أن الخبرات العملية لسعادة السفير عبدالله بشارة أو لسعادة السفير الأمين العام الحالي عبدالرحمن بن حمد العطية العامل في السلك الدبلوماسي منذ 1972م قاصرة عن خبرات السكرتير العام للأمم المتحدة ؟وهل إعطاء صلاحيات أكبر تقترب من صلاحيات السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي - مون فيه تقليل من الأمور السيادية لدول المجلس ؟
لقد لوح منتقدي المجلس في أكثر من مناسبة أن هذا الهيكل المقام بإيحاءات أميركية منذ 1980م يراد منه أن يبقى كما هو في ترحيل البنود من قمة إلى أخرى دون إنجاز، ليأتي التخبط الأخير دليل على غياب التنسيق ، حيث يقول معارضي دعوة نجاد القطرية لمسقط إن القمة الخليجية الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة صدر عن قادتها قرار يعهد إلى وزراء الخارجية الخليجيين وضع آلية لتوجيه الدعوات إلى القمم الخليجية وهذا ما يفترض أن يناقش في اجتماع وزراء الخارجية في جدة يوم الثلاثاء المقبل. وتساءل آخرون عن مدى تنسيق قطر مع سلطنة عمان حول دعوة نجاد لحضور قمة مسقط ،خاصة أن دور قطر سينتهي مع بدء سلطنة عمان توجيه الدعوات للقادة لحضور القمة التي سترأسها في ديسمبر المقبل.
فهل ما قامت به قطر اجتهادا في محله لحين وضع' آلية توجيه الدعوات'أم هو عملية جس نبض قطرية لممارسة دبلوماسيتها الجسورة فيما بعد ،وهو ما يقلق بقية دول المجلس ، فما هي الضمانات التي تحول دون أن تكرر الدوحة عملية حرق المراحل التي دأبت عليها والتي قد يكون من نتائجها أن يفاجأ قادة دول المجلس بحضور رئيس الحكومة الإسرائيلي ايهود المرت ومن خلفه يشع شعر وزيرة الخارجية تسيبي ليفني الأشقر، من باب أن مفاتيح أزمات المنطقة في يد الإسرائيليين؟؟
تعليقات