'مُفتعلة وشخصانية'.. فاطمة البكر واصفة الأزمات الكويتية الحالية
زاوية الكتابكتب مايو 1, 2014, 11:59 م 633 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / مرحلة إهدار للوقت والطاقات
فاطمة البكر
• الكل اليوم يسعى إلى تحصين وضعه الداخلي، وحفظ كيانه، وإيجاد موقع على خريطة عالم متغير.
تمر البلاد بمرحلة يسودها الاضطراب، وتعصف بها الأزمات، عدم استقرار يسود الأجواء، تشنجات، وكل تلك الأزمات التي نمر بها لا يمكن وصفها الا بانها «الأزمات المفتعلة»، والأكثر من ذلك يمكن وصفها بـ«الشخصانية»، استجوابات توقف الحال والبلاد على قدم وساق موجهة إلى رئيس مجلس الوزراء الذي فتح قلبه وذراعيه، وأبدى التعاون مع السلطة التشريعية، وما ان استتب الأمر وبدأ الوزراء بتولي مهامهم حتى اندلعت موجة عاصفة من الاضطراب، ربما المقصود والمرصود، وبدء على عود، وعود على بدء لمرحلة التشنجات والشد والجذب، واصبحت «اللعبة مملة» ولم يعد بخاف على المواطنين ان تلك الاضطرابات والتشنجات المقصودة والمرصودة والمفتعلة من شأنها ان تشيع اجواء من عدم الاستقرار، وقد تشل الحياة بأسرها: سياسياً، أمنياً، اجتماعياً، واقتصادياً، أصبحت تلك اللعبة المملة «عائقاً» وتستدعي ان تُستجوب!
في كل مرحلة زمنية تثار مثل تلك الأزمات والتشنجات من دون النظر او المراجعة لما تخلفه من آثار سلبية على المواطنين، الذين انتخبوا اعضاء مجلس الامة ليمثلوهم في المجلس لا ليمثلوا عليهم، فالتشريعات التي تهم المواطن تكاد تكون متوقفة او شبه مجمدة، الى جانب اشاعة اجواء التشنج غير المبرر، تستنزف الطاقات، وتهدرها، وهو الامر الادهى من اهدار اي طاقة اخرى.
كل ما يجري، كل ما يعصف بالساحة المحلية، متناسين اننا لا نعيش في «جزر معزولة» بعيدا عما يدور حولنا من عواصف وانواء خارجية، فالعالم اليوم بأسره يعيش على فوهة بركان مما يستدعي الحيطة والحذر واليقظة، اوضاع تتغير، توازنات وموازنات وتكتلات وتحولات عالمية جذرية، والكل اصبح يسعى الى تحقيق وضعه الداخلي، فعالم اليوم والغد والمستقبل ليس عالم الامس، الكل اليوم يسعى الى تحصين وضعه الداخلي وحفظ كيانه وايجاد موقع على خريطة عالم متغير، فالحيطة والحذر واليقظة اصبحت استحقاقا ومسؤولية وواجبا واكثر من ذلك الحفاظ على الوطن، وهي مسؤولية وامانة.
الاجواء المشحونة تثبط العزائم وتغشي البصر والبصيرة، وتصبح المسؤولية وكأنها في مرحلة «مؤقتة»، واصبحت مسألة حزم الحقائب للاجازة، بعد رمضان، هروبا اراديا برا وبحرا وجوا على ألم وأمل في غد مجهول المعالم والملامح!
تعليقات