الخدمات الطبية في الكويت .. في غرفة الإنعاش

محليات وبرلمان

1009 مشاهدات 0


 الخدمات الطبية وصلت لمرحلة تكاد تختنق وينقطع عنها التنفس مما أجبرها للدخول في غرفة الإنعاش، لعل وعسى أن تستطيع أن تقف على رجليها كما كانت في بداية الثمانينات .
أعلنت المستشفيات الحكومية في الكويت  دخولها مرحلة  للشيخوخة المتأخرة جدا, وتنتظر أن تنتهي من هذه الفترة التي ثقل حملها سنين طوال على ظهرها, فلا زالت المباني المتهالكة تقاوم المتغيرات الكثيرة التي تطرأ عليها, ولكن بعضها  قد نطق صارخا  للفت الانتباه لما آلت إليه مستوى تلك المستشفيات, فكانت أولى هذه الصرخات حريق مستشفى الجهراء، و ثم توالت المصائب واحدة تلو الأخرى، حتى وصل انقطاع الكهرباء والتكييف عن المستشفيات لمدة أيام، وقد زمجرت أصوات التكييف حتى توقفت عن الحراك قليلا، وتم إنعاشها لتقاوم مرة أخرى حياة لا ترغب بها، وتساقطت أسقف بعض المستشفيات كتساقط الأسنان، فهل بقي شيء لم يعلن أنها هرمت فعلا !!
 
 أسرة قليلة وغرف شحيحة لا تتناسب مع التعداد السكاني المتزايد، والذي يتقاسم النوم عليها جميع المرضى, و يتسابق الفرد الذي يملك  سلاح 'الواسطة' لحجز موعدا أو مكانا مناسبا له بهذه المستشفيات، وسياسة التنفيع وصلت للعاملين عليها ولعبة الكراسي لازالت اللعبة المفضلة فيها، حيث تجاوزت أعمار بعض المسؤولين أربعين عاما من الخدمة، ولايزال متشبا بكرسيه.
 
وأدوية متكررة لا تتغير أبدا حفظها المريض، حتى وصل الأمر إلى أن يشخص المريض نفسه، ونال دواء 'البندول' جائزة الصمود أمام الأمراض الكثيرة، فهو الذي لا  نفع أو ضرر منه،  فكان صمت المريض عنوانا على يأسه وصبره بنفس  الوقت أمام ما يعطى له, و لو تغير هذا الدواء لشعر بالشك نحو توجه الطبيب المعالج له، وأنه ينوي على موته.
 
ولازال المواطن يحلم بإنشاء مستشفى عالي الجودة بمساحة مناسبة، تقدم للمواطن خدمات طبية على مستوى مرتفع  من الدقة والخدمات الخالية من الأخطاء الطبية، بالإضافة لوجود كوادر طبية ذات خبرة كافية، يتلقى من خلالها المواطن الرعاية الطبية والاهتمام من قبلهم، فهل سيتحقق هذا الحلم؟ أم ستظل مجرد أحلام وأمنيات في مخيلة المواطن البسيط  منتظرا قوة القرار والتنفيذ  .
 
 علق مواطنون على يحدث وقال أحدهم ' لقد مللنا من الأدوية البائسة التي تقدم لنا ونشعر بالخوف من كثرة الأخطاء التي يقع بها الأطباء ونتساءل دوما من هو الذي سيقع عليه أحد هذه الأخطاء, ونستغرب من عدم تطوير المباني والأجهزة على الرغم من وجود ثروات هائلة للبلاد فما الأسباب التي تمنع وجود خدمات طبية جيدة وتوفير أطباء على قدر من المسؤولية '

جمال العتيبي يقول ' أن الإهمال و الضعف الشديد في مستوى الأطباء أحد الأسباب لسوء الأوضاع في المستشفيات الحكومية وقلة الخبرات التي لديها شهادات عليا من جامعات معترف بها في مجال الطب , لذلك لابد من جهة رقابية تساهم بعلاج السلبيات التي توجد في المستشفيات الكثيرة كما الدولة ليست من الدول الفقيرة كي تتوقف عن تطوير الأوضاع الطبية في البلد بل بالعكس نحن نراها تتبرع بالكثير للدول الأخرى و هو ما يضايق المواطن عندما يشاهد تطورا في أحد البلدان وتكون الكويت أحد المساهمين بها في حين نجدها تعاني من العديد من المشاكل داخلها '

ويقول مشاري الظفيري: الخدمات الطبية في الكويت هبطت من الأسوأ إلى الأسوأ و للأسف فلا حياة لمن تنادي، حيث لاتجد مسئول ولا جهة رقابية تهتم بتصليح الأوضاع بها، وكأن الأمر لا يعني أحدا، كما للأسف نجد العديد من الوافدين لا يهمهم خدمة هذا البلد، والمهم هو الحصول على الراتب الذي يناله بنهاية الشهر، وأحيانا تجد بعضهم لا يحسن معاملة المرضى ويعتقد أن شهادته ستسمح له أن يتصرف بالأسلوب الذي يرغب به، في حين نجد الكثير من الأخطاء التي ترتكب من قبلهم ولا نعلم ما هي الأسباب التي تدفع بالبعض لهذه التصرفات، ونتمنى وجود حلول مناسبة في القريب للتقليل من المشاكل الكثيرة التي تواجه المواطنين في مسألة الخدمات الطبية المقدمة لهم. 
 
الآن - تحقيق: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك