محمد العوضي يعرى كتابات عبدالله القصيمي الذي انقلب على عقيدته الاسلامية، متهما إياه بالإلحاد، والنموذج لملاحدة السوق السوداء والتفكير الشعبي
زاوية الكتابكتب أغسطس 23, 2008, منتصف الليل 1352 مشاهدات 0
ملاحدة السوق السوداء!!
سأل الإعلامي تركي الدخيل ضيفه الدكتور نجم عبدالكريم، هل أنت ظاهرة صوتية؟! في برنامج إضاءات على «العربية» الجمعة 22/8/2008 فاستعان الدكتور نجم بذاكرته عنوان كتاب من تأليف «عبدالله القصيمي» اسمه «العرب ظاهرة صوتية» وفي جملة قصيرة شخَّص نجم كتابات القصيمي واصفاً إياها بالسطحية والعبثية وما أشبه بالعبارات التي تبين هشاشة كتاباته الركيكة!!
وعبدالله القصيمي الذي انقلب على عقيدته الاسلامية، واتخذ منهجاً ثورياً في كتاباته ضد الإيمان بكل موضوعات الغيب بأسلوب خطابي استفزازي انشائي مرسل.. هذا الكاتب الذي هرب من القصيم ليستقر بالقاهرة في ظروف صراعات سياسية (عربية - عربية) اتخذ بعض الشبيبة المراهقة من سيرته وقلمه مادة للتأكيد على شكهم في الدين ومن ثم الافلات من أحكامه والتحرر من واجباته، ولقد فتحت قلبي وبيتي للمتسائلين أو الشاكين أو الجاحدين من أبنائنا وتواصلت معهم وكانت أكثر الحوارات في استراحات عامة وموائد طعام فرأيت أن شبهات القصيمي واستشكالاته ضد الإيمان، ما هي إلا تعبير صادق ونموذج تطبيقي للمغالطات (السفسطائية) التي درسناها في المنطقة، لكن نجم عبدالكريم في وصفه لكتابات القصيمي ذكرني بخير من ناقش القصيمي واستطاع أن يختصر منهجه في التفكير واسلوبه في التعبير وشقاوته في الحوار، ألا وهو الأديب المثقف أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه «ليلة في جاردن سيتي» اصدار دار ابن حزم حيث يروي لنا حواره مع القصيمي في تلك الليلة فقال: «ولقد قرأت كتب القصيمي بعد ذلك بتمعن فلم أجد له فكراً جديداً متحرراً من بصمات أساطين الكفر والالحاد. وانما وجدت طراوة الاسلوب مع ضعف اللغة والقدرة على المغالطة والاثارة. وما كتبه القصيمي عاجز عن زحزحة الحقيقة، ولكنه بارع في التخذيل عنها والتعمية دونها» (ص17). وأروع وصف لثقافة القصيمي ما قاله المؤلف في أول صفحة من كتابه (ليلة في جاردن سيتي): فإن صحران المنطقة الوسطى من الجزيرة العربية أنجبت مفكراً مليح الاسلوب، شعبي التفكير..» ص(7)... صدق والله... تفكير شعبي... إلحاد سوق سوداء... فسفسطة القصيمي التي يؤكد عليها ناقده ومحاوره أبو عبدالرحمن الظاهري في كتابه بشواهد عدة، هي التي أواجهها بسهولة وتكرار لما يتلقاه بعض أبنائنا المتأثرين بشبهات أساتذة جامعيين لا يختلفون كثيراً في منطقهم الشعبي عن القصيمي!
وهذا الملحد يستخدم استراتيجية الاستهزاء بالخصم والتنكيت عليه ليضيع قيمة الحجج الدامغة لأباطيله أو المحاصرة لمشاغباته، أي انه يهرب من الحقيقة بالسخرية من أصحابها وقد كشف هذا العبث أبو عبدالرحمن الظاهري فقال: «... ولكن القصيمي اعتاد افحام انصاف المثقفين بالروغان تارة، وبالتهكم والسخرية تارة بحيث يخجل المناظر فيعميه الغضب لنفسه عن النظر في الحجة. وتارة يغني غناء رومانسياً حزيناً يخلب الناس فيغفلون عن عريه من البراهين. ولقد تحملت سخرية القصيمي وتهكمه وضحكت على تنكيته مع من ضحك حتى اذا ظن أنه انتصر قلت له: لا تضيع الحقيقة في الفكاهة، فهذا داء عضال يتذرع به المغالطون والمشاغبون» (ص90).
ويقصد المؤلف من كلامه بأن القصيمي يغني غناءً رومانسياً حزيناً.... بمشكلة الشر وآلام الإنسانية التي هي شبهة لبعض الملاحدة لاسيما الحساسين العاطفيين كما يقرر ذلك الملحد وليم هاملتون في كتابه «الجوهر الجديد للمسيحية» انظر: ص26 من كتاب «ملحدون محدثون ومعاصرون»... ومحاوره الظاهري يعيده دائماً الى المنطقة والمنهج في الحوار فمشكلة آلام الإنسانية والشر تتصل بالأفعال وهذه يأتي نقاشها بعد قضية الوجود لا قبلها.
في المقال الآتي سأذكر لكم كيف يهدم القصيمي عقله الذي يعتمد عليه لاثبات إلحاده وطرائف أخرى لملاحدة السوق السوداء والتفكير الشعبي... ليس نجم عبدالكريم كمثقف هو الوحيد الذي اكتشف الاستسهال الساذج والكلام المرسل في كتابات القصيمي وانما كثيرون، أما المراهقون فمعذورون ولكن الى حين وسرعان ما تعود الثقة الى عقولهم بعقيدتهم.
محمد العوضي
تعليقات