«الصفويون»، و«الوهابيون»، و«الفرس»، و«الأعراب»، و«الروافض»، و«النواصب»..كلمات دخيلة غزتها التصريحات الطائفية لرجال الدين السنة والمرجعيات الشيعية..مقالة سعد العجمي

زاوية الكتاب

كتب 982 مشاهدات 0


 

 



 

سنة وشيعة الكويت... القادم أسوأ!
سعد العجمي

المشكل لدينا في الكويت، يكمن في وجود متطرفين من رجال الدين السنة والمرجعيات الشيعية، يدخلون دائما في جدال عقيم وحرب بيانات وتصريحات صحفية تفوح منها رائحة الطائفية «الكريهة»، فتجد لها صدىً من قبل بعض الكُتّّاب والمثقفين.

أطلت برأسها واستيقظت من سُباتها، شئنا أم أبينا، هذا هو واقعنا وهذه هي حقيقتنا، فحفلة «زار» التخوين والتنابذ بالألقاب والمذاهب والولاءات الخارجية، جعلتنا ندخل مستنقع «الفتنة» من أوسع الأبواب بلا فخر.

هذه حقيقة لم يعد ينكرها إلا إنسان لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، كرَّسها مسلسل التراشق المستمر بين كتابنا ونوابنا ومواطنينا عبر مواقع الإنترنت، إضافة إلى رجال دين من الطائفتين السنية والشيعية، بات شغلهم الشاغل البحث كل يوم عن «إسفين» جديد لدقه في جدران الوحدة الوطنية.

لست هنا بصدد الدفاع عن طائفة، ومهاجمة أخرى، ولن أكون في موقع تشخيص حالة الخلاف السني- الشيعي في العالم الإسلامي، فما يهمني في هذا المقام، هو تسليط الضوء على الحالة الكويتية لـ«خصوصيتها» وتميزها في دول الإقليم، باعتبارها كانت إلى وقت قريب مضرباً للمثل في إمكان التعايش بين الطائفتين من دون تفريق أو تمايز.

«الصفويون»، و«الوهابيون»، و«الفرس»، و«الأعراب»، و«الروافض»، و«النواصب»، جميعها مصطلحات لم نكن نسمع عنها في الكويت قبل سنوات، أما اليوم فلا يكاد يخلو مقال أو موضع في موقع إلكتروني يتحدث عن أي قضية تتعلق بالسنة أو الشيعة من هذه الكلمات الدخيلة على ثقافة المجتمع الكويتي.

لعن الله «السياسة» فهي لا تدخل في شيء إلا أفسدته. نعم... فعندما سُيِّس الدين، واستخدمه بعضهم مطية لتحقيق أهداف ومصالح دنيوية، توارت الولاءات والانتماءات الوطنية خلف أسوار قلاع «الإيديولوجيات» التي شيدها «متأسلمو السياسة» وضربوا على أوتارها لترقص على أنغامها العامة والدهماء.

قبل ابن لادن والظواهري وحسن نصرالله ومقتدى الصدر، وغيرهم ممَن يرفعون علم «الدين» على سارية «السياسة»، لم نكن في الكويت- على الأقل- نعاني أي أخطار تهدد وحدة وتماسك مجتمعنا، أما اليوم، فإن التهم المعلبة أصبحت جاهزة لتتقاذفها الطائفتان بين الولاء لإيران والعمالة لأميركا، في ظل حالة استقطاب سياسي تعيشه المنطقة على خلفية المشروع النووي لطهران.

المشكل لدينا في الكويت، يكمن في وجود متطرفين من رجال الدين السنة والمرجعيات الشيعية، يدخلون دائما في جدال عقيم وحرب بيانات وتصريحات صحافية تفوح منها رائحة الطائفية «الكريهة»، فتجد لها صدىً من قبل بعض الكُتّاب والمثقفين.

والمشكل الأكبر أن أغلب تلك القضايا الخلافية خارج حدود دولتنا، وقد لا نكون معنيين بها بدرجة كبيرة، وكأننا ملزمون بدفع فواتير خلافات الخارج في الداخل الكويتي فهذا قدرنا على ما يبدو منذ ثمانينيات القرن الماضي.

اليوم وفي ظل حرية إصدار الصحف وزيادة عدد المواليد الجدد في شارع الصحافة الكويتية، يبدو القادم أسوأ بكثير، خصوصا أن بعضا من تلك الصحف ذو صبغة طائفية، وهذا يعني أن أدوات ومقومات المعركة للطرفين ستكون متاحة، ما لم يتغلب الحس الوطني على «غول» المعتقدات، وهو ما يمكن أن تقوم به النخب المثقفة والمجاميع الشبابية الوطنية من أبناء الطائفتين، من دون أن نعول كثيرا على المتسترين برداء الدين حتى إن صلى سنيهم خلف شيعيهم أو العكس.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك