الحكومة كما يعتقد بدر الرشيد هي القاصرة والمقصر بحق هذا الوطن

القبس

حلال على الحكومة.. وحرام علينا!

بدر صالح الرشيد

 

• أشوف أفعال الحكومة وأتعجب، والتي عليها أن تكون قدوة قبل أن تأمرنا بعدم الهدر!

بدأت حكومتنا الرشيدة تأمرنا بعدم الهدر وتنسى نفسها. في هذا الشأن لن أعاتب مجلس الأمة لا الحالي ولا السابق ولا القادم، لان هذه المجالس هي من خبز أيدينا كشعب، والمثل يقول «خبز خبزتيه يالرفله أكليه»، سأعاتب هنا الحكومة، لأنها تهدد بأنه إذا ما استمرت الحال في الإنفاق بالدعم وزيادة علاوة الأولاد والإيجار فسوف يحدث زلزال، وهو عجز متوقع في الميزانية.

حقًّا، غريب أمر الحكومة! فلا تعي أنها المشارك الحقيقي والأكبر في هذا الهدر، أي هدر المال العام والبذخ الحكومي! نعم، نحن مع الحكومة ضد الهدر ضد العبث ضد سرقة المال العام، لكن أشوف أفعال الحكومة وأتعجب والتي عليها أن تكون قدوة قبل أن تأمرنا بعدم الهدر! لماذا فقط تقوم الدنيا ولا تقعد وتنزعج الحكومة وتهدد وتزبد، إذا كان الهدر على الدعم فقط، أما إذا كانت هي من أسباب الهدر تحت مسميات مشاريع تنموية كثيرة فلم نر منها على أرض الواقع.. تصل تكلفتها إلى أرقام فلكية؟! هنا يكون الوضع «روح وريحان ونفحة بستان» و«يا جبل ما يهزك ريح»، مع أن هناك في الدول المجاورة تنفذ مشاريع أكبر وعلى وجه أحسن بنصف ما يكلف حكومتنا الرشيدة التي تطالبنا بالرشد وبالعقل وتتناسى نفسها.. فهنا المصيبة كمن يأمر الناس بالمعروف وينسى نفسه. السيد رئيس لجنة المناقصات يقول، كما تردد، إن الحكومة صرفت على بعض المشاريع التنموية عشرين مليار دينار كويتي! خذوا بالكم «دينار كويتي»، وين ما شفنا شي غير احفر وادفن وعاملين وعربانة وقبلها رصدت الحكومة ثلاثين ملياراً.. ما ندري وين راحت؟! أي تنمية تحسبونا عميان صمخان، أي تنمية وديرتنا على طمام المرحوم، مطار انتهت صلاحيته قبل ثلاثين سنة، لا يصلح لكراج سيارات، مستشفيات أكل الدهر عليها وشرب، ولولا كرم بعض أهل الكويت في تجديدها لانهارت على من عليها..؟! فالأهالي هم من يبنون المستوصفات ويرممون المدارس ويبنون المساجد.. خمسون سنة مضت والحكومة احفر وادفن وارصف وخرب، فقط اجتماعات وتعيينات وحرق بخور.. والله ملّينا، وما بقى من العمر كثر ما مضى! حرام علينا وعلى الحكومة حلال، كأننا شعب قاصر، مع أن الحكومة هي القاصرة، وهي المقصر بحق هذا الوطن!