حريق هائل يدمر مجلسي الشعب والشورى المصري..ونائب برلمانى يشبهه بحريق القاهرة عام 1951
عربي و دوليأغسطس 20, 2008, منتصف الليل 1388 مشاهدات 0
القاهرة: ـ شب عصر أمس حريق هائل مازال مستمرا حتى منتصف الليل، رجحت التقارير الأولية اندلاعه نتيجة ماس كهربائي داخل مبنيي مجلسي الشعب والشورى المصرى، اللذين يقعان بشارع القصر العيني بالقرب من ميدان التحرير، وقد أتت النيران على المبنيين العتيقين، ونجم عنها حدوث انهيارات في الجدران وأجزاء كبيرة من غرفتي البرلمان، وإصابة 13 شخصا بسبب استنشاق الدخان، وسط محاولات مكثفة لإخماد الحريق يبذلها رجال الدفاع المدني والإطفاء، بمعاونة طائرات من القوات المسلحة.
واندلع الحريق في البداية بالدور الثاني لمجلس الشورى، بعد مغادرة الموظفين المبنى، ثم امتدت النيران إلى المبنى الأثري لمجلس الشعب، دمرت النيران، مبنى مجلس الشورى، ومباني تابعة لمجلس الشعب، ومنها المبنى الرئيس للجان المشتركة بين مجلسي الشعب والشورى، الذي يضم لجان الدفاع والأمن القومي والشباب والزراعة وحقوق الإنسان والإسكان والعلاقات العامة بمجلس الشعب، وكذلك مكتب مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب.
ولم يتمكن رجال الدفاع المدني من احتواء الحريق، مما استدعى تدخل القوات المسلحة بعربات إطفاء حمولة 10 طن للعربة الواحدة، كما حضرت طائرات الإطفاء والتي قامت برش بودرة إطفاء، إلا أنها لم تفلح في إخماد النيران،
وحضر فور اندلاع الحريق الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، الذي ذهب إلى مكتبه وهو مكتب مؤمن له مخارج، وبعد ساعة ونصف دخلت النيران مكتبه، مما دعاه إلى الخروج بصحبة عدد كبير من أعضاء المجلس، كما دمر الحريق مكتب صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى.
وقد أثرت النيران والمياه المستخدمة في الإطفاء على المبنى الأثري الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى مائتي عام، والمسقوف بالخشب، وسط مخاوف من انهيار القاعة الرئيسية لمجلس الشعب،كما دمرت قاعة مبارك بالكامل وهي القاعة التي يتم فيها استضافة البرلمانيين العرب والأجانب.
وقال مسئولون أمنيون إن الحريق أسفر عن إصابة ستة إلى 13 شخص وبعض الأضرار المادية، وجاءت الإصابات نتيجة لاستنشاق الأدخنة والحروق البسيطة.
وقرر الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الذي توجه إلى موقع الحريق إنشاء غرفة عمليات لمتابعة جهود الإطفاء واحتواء النيران، في الوقت الذي دعا فيه الدكتور أحمد فتحي سرور إلى زيادة عربات الإطفاء وبذل مزيد من الجهد لتطويق النيران، وتقرر أن يكون اليوم الأربعاء أجازة لموظفي المبنى الأثري البالغ عددهم 1700 موظف.
ونقل موقع 'المصريون' عن اللواء فؤاد علام الخبير الأمني، أن هناك مسئولين عن تأمين المبني من أية أخطار تهدده، مثل الحرائق واحتمالات وقوع أي هجوم إرهابي أو حوادث مشابهه، مشيرا إلى أن هناك قصورا واضحا في الخطة التأمينية لمثل هذه المباني، مدللا على ذلك بانتشاره الحريق بسرعة هائلة في أكثر من موقع في أقل من ساعتين.
من جانبه، علق طلعت السادات عضو مجلس الشعب، قائلا: إن الحريق الذي تعرض له مجلسا الشعب والشورى لا يقل خطورة عن حريق القاهرة في يناير عام 1951، خاصة وأن التهم وثائق هامة وخطيرة لا يمكن تعويضها، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من تاريخ مصر تم فقدانه في الحريق.
وشبه السادات المناخ السياسي الذي يسود مصر حاليا بالمناخ السياسي الذي ساد مصر عام 1951 وقت حريق القاهرة الذي عجل بانفجار ثورة عام 1952، محذرا من أن البلاد تتجه نحو مخاض كبير ، وقال إن صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري أنفق أكثر من 100 مليون جنية على تجديد مجلس الشورى وأرضيات طرقاته بالرخام، دون أن يخصص جزءا من هذه الأموال لشراء أجهزة إنذار للحريق وأجهزة إطفاء.
تعليقات