بين الكارثة والفرحة والشماتة والمؤامرة..تباينت ردرود فعل المصريين على حريق مجلس الشوري
عربي و دوليأغسطس 21, 2008, منتصف الليل 794 مشاهدات 0
انقسمت مشاعر المصريين ما بين غاضبين وشامتين وهم يتابعون الحريق الهائل الذي شب في مبني مجلس الشوري، وبينما رأي البعض أن ما حدث خسارة فادحة لمصر، قال آخرون إن ما حدث كان فرصة لإظهار شماتة المواطنين في الحكومة عقاباً لها علي سياساتها الخاطئة،
والمثير أن بعض المواطنين ممن تابعوا الحادث عن قرب صوروا الحريق بكاميرات هواتفهم المحمولة،
فيما حرص آخرون علي التقاط صور تذكارية لهم في موقع الحادث، فيما لم يختلف الأمر كثيراً علي مواقع الإنترنت، التي تراوحت تعليقات مستخدميها ما بين غضب وحزن شديدين، وفرحة عارمة، مشوبة بالشائعات حول أسباب الحريق.
يصف محمد سعيد، موظف، الحريق الذي حدث، بأنه «تهريج»، ويضيف: إذا كان هذا هو الحال مع مبني الشوري فكيف تسير الأمور في باقي مباني البلد.
وقال أحمد حمدي، طالب: إن ما حدث شيء عادي.. فالأمور في مصر تسير بشكل عشوائي سيئ وليست هناك استراتيجية أو خطط أو اهتمام بالمباني التاريخية ولا المقار الحيوية.
أما هناء محمد، محاسبة، فتقول: إنها فزعت من طريقة متابعة المحطات الأرضية والفضائية للحادث، موضحة أن اعتياد المذيعين إذاعة أنباء الكوارث جعلهم ينقلون الكارثة وكأنها مسلسل تليفزيوني، مشيرة إلي أن تعامل التليفزيون المصري مع مثل هذه الحوادث مؤسف للغاية.
وأبدي أدهم حسن، محام، دهشته من الساعات الطويلة التي استمر فيها الحريق واصفاً هذا التأخير بأنه «غريب»، موضحاً: شعرت كأن هناك مخططاً للإجهاز علي المبني تماماً.. ربما ليستفيد أحد من إعادة بنائه.
أما هبة الله إبراهيم، فقالت إنها غير مهتمة بالحريق أو نتائجه موضحة: «تكفينا مشاكل الغلاء»، معتبرة أنه لو أرادت الحكومة إطفاء الحريق لتمكنت من ذلك إلا أنهم يريدون أن «يشغلوا الشعب» مرة بقانون المرور الجديد،
ومرة بحريق مجلس الشعب، وقالت إنها سعدت للغاية بسبب الحريق، ولكنها كانت تتمني أن يكون في وقت جلسة يجتمع فيها كل أعضاء المجلسين معاً.
رصدت ردود أفعال متباينة لدي المواطنين، الذين أبدي بعضهم نوعاً من الشماتة في الحكومة، وقال أحدهم: «هذا ذنب شهداء العبارة التى ذهب فيها أكثر من ألف مصرى وبرأ القضاء صاحب العبارة»، فيما اتهم آخرون الحكومة بالتخاذل في حماية المباني الأثرية.
تعليقات زوار الإنترنت: «الشوري» ولع.. عقبال مجلس «الشعب»
وبعد ٣ ساعات علي حريق مجلس الشوري نقلت جميع المواقع الإخبارية والمدونات الخبر بصور وبمقاطع فيديو، ولم يخل هذا الخبر من تعليقات الزوار والمدونين، فقد نقلت مدونة «العمرانية» الخبر بعنوان «حريق في مجلس الشوري.. عقبال مجلس الشعب»،
وضم موقع «الجزيرة» نحو ١٨٠ تعليقاً أغلبها تضمن عبارات فرح وسعادة بهذا الحادث، وقال رفعت العدل: «لن تخسر مصر شيئاً بحريق المجلسين سوي فقدها أماكن المصفقين» وقال ماهر «عقبال مجلس الوزراء»، وتمني محمد ناصر في تعليقه أن يكون الحادث بفعل فاعل: «هل يذكركم بحريق القاهرة.. يارب يكون بداية الثورة».
السيد فتحي أضاف: «دا واجب عشان يطبخوا القوانين علي نار هادئة» أما زوار موقع مصرواي فلم يكونوا أقل حزناً قال صاصا: «الحمد لله علي كل حال أعتقد أن السبب هو (بنزين ٨٠) اللي أكيد كل عضو مخزن له شوية لنفسه في المجلس»(يذكر أن هناك أزمة فى بنزين 80 فى مصر) ، وأضاف محمود عبدالعزيز: «كنت أتمني مثل باقي المصريين أن يولع مجلسا الشعب والشوري في آن واحد ويكون كامل العدد».
اللافت للنظر أيضاً أن زوار الإنترنت الذين فضلوا التعليق بواسطة أدعية وآيات قرآنية، اعتبروا مجلس الشعب وأعضاءه أعداء للوطن والدين وقال أحد المعلقين في موقع محيط تحت اسم «مهندس مصري»: «اللهم ارحمنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا»، وقال «الجاهل المصري» علي الجزيرة «أكيد دي دعوة لكن لم تكتمل للنهاية... أصلي سمعت واحد في طابور الخبز بيقول ربنا يحرق قلب الحكومة..فجت الحريقة في قبة الحكومة مش قلبها»، الأمر لم يختلف كثيراً عن تعليق فارس الذي قال «اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه.. اللطف علينا احنا الغلابة مش علي حد تاني.. ويا رب انت عالم باللي مش عارف أقوله.. واللي خايف أقوله وعموماً ميه ميه».
يذكر أن عدد من أعضاء مجلس الشوري يتقدمهم رجل الأعمال المعروف وصاحب شركة النساجون المصريون محمد فريد خميس حملة لجمع التبرعات لعمليات الترميم، وبلغت الحصيلة حتي الآن ٢٠ مليون جنيه، فيما أعلن سمير زاهر، عضو المجلس رئيس اتحاد الكرة أنه ينوي تنظيم مباراة ودية لمنتخب مصر أمام أحد المنتخبات الكبري، يخصص إيرادها لإعادة بناء مجلس الشوري، ورجح أن تكون المباراة أمام البرازيل أو الأرجنتين.
تعليقات