منى ششتر: سندريلا الكويت

زاوية الكتاب

كتب 765 مشاهدات 0


صباح الخير بنت الكويت... سندريلا الساعة الثامنة شكرا يا مجلس الأمة, شكرا حكومة, شكرا لكل من ساهم في وضع مواد قانون المرأة وتحسين ظروف عملها, شكرا لكل من تفهم تلك الظروف وجعل نفسه وصيا على الجنس الناعم في الكويت, شكرا لكل من اكتشف اخيرا, وأخيرا جدا أن المرأة الكويتية هي وحدها سندريلا هذه الديرة, تعمل بصمت وتنجز, لذا تحتاج إلى الراحة, شكرا لكل من فكر في راحتها, شكرا لكل من اجتهد ووضع الحلول حتى وإن كانت تهين المرأة في عقر دارها وتمس كرامتها وتشير بأصابع الاتهام ولو من بعيد الى سوء سلوكها بعد الساعة الثامنة مساء, شكرا لكل (فاضي جعل نفسه قاضي), شكرا لأنكم بقانونكم هذا كشفتم عن نواياكم الخفية تجاه المرأة الكويتية, شكرا لكم جميعا, إلا إننا لا نحتاج إلى وصايتكم علينا, قد يفهم البعض أني بمقالتي هذه أستجدي الرجال للعدول عن القانون (وسيتم العدول عنه بإذن واحد أحد), لا والله أنا لا أستجدي, لكن أرغب بطرح بعض الأسئلة على المفكرين العظام في المجلس الهمام, من أعطاكم الحق في التفكير واتخاذ القرار نيابة عنا ومن دون استشارتنا, ألسنا طرفا فاعلا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية? أم أنتم وحدكم هذا الطرف ومن أعطاكم الحق في الوصاية علينا, وهل أنتم ولاة الله على أرض الكويت وهل تعتقدون فعلا بأنكم 'سباع وتدقون القاع' حتى نقول لكم 'امباع'. أعتقد ان القانون إن لم ترده الحكومة سيكون نواة لهيئة تتخذ من الاسلام المتطرف منهجا وطريقا لتطبيق ما تريده على اهل الكويت, وتدفع بالبلاد إلى عصور الظلام .. وقد تمتد الوصاية علينا ونحن في بيوتنا ليعلمونا ماذا نفعل وما لا نفعل حتى مع اهل بيتنا, بالأمس قال هؤلاء إن إقرار الحق السياسي للمرأة سيؤدي بالبلاد إلى التهلكة وستزيد الرذيلة وسيكون عدد اللقطاء أكثر من عدد الأرانب, واليوم يدعون بأن إقرار هذا القانون يحسن ظروف عملها ويحميها, وربما يقصدون 'يحصنها' من فعل الرذيلة, أي تفاهة تتفوهون وبأي عقل صغير تفكرون أيها المتأسلمون, وعلى افتراض أن الحكومة لم ترد القانون سيئ الذكر وأصبح تطبيقه واجبا, هل سيشمل الكويتيات العاملات في الخارج, وهل سيشمل غير الكويتيات العاملات في المؤسسات والشركات الكويتية هناك. وإن كان, هل سيتم تطبيق القانون بالتوقيت المحلي لدولة الكويت وضواحيها أم توقيت جرينتش أم توقيت البلد المعني, وفي داخل البلاد, ماذا عن الأنشطة الاجتماعية (لازمة التنفيذ) بعد الثامنة مساء كحفلات الزفاف على سبيل المثال, وهل سيطبق القانون على العروسة باعتبارها تؤدي عملا هو الزواج, وماذا عن المدعوات على اعتبار أنهن يؤدين أكثر من عمل حينذاك, وهل سيطبق القانون على الطقاقات والفرق الموسيقية المشاركة في الحفل, وهل يشمل التطبيق عمل المرأة داخل المنزل, وماذا عن ربات البيوت اللواتي تضطرهن الحاجة إلى الذهاب إلى الأسواق والجمعيات التعاونية في المساء للتبضع (نوع من انواع العمل المنزلي), هل سيتركن الأغراض عند المحاسب في حال دقت الثامنة, وهذا يجرنا إلى سؤال أهم, ماذا لو كانت المرأة لا تملك ساعة في يدها, هل ستتم محاسبتها باعتبار أن القانون لا يحمي المغفلين, وهل سيتم تركيب ساعات في الشوارع وفي الأسواق وفي الجمعيات وأمام كل بيت للتنبيه والتذكير?? وكيف سيكون حال البلاد في حال دقت جميع الساعات في آن معا معلنة الثامنة والحرب على النسوة خارج أسوار المنزل ?? وهل ستطلب الحكومة في ميزانيتها العامة اعتمادا ماليا إضافيا لشراء وتركيب الساعات, وماذا لو تم تطبيق القانون على الوزيرة على اعتبار أنها واحدة من سندريلات الكويت وتكون الوزيرة حينها في اجتماع رسمي أو مع وفد زائر هل تعتذر بحجة انتهاء ساعات العمل, وماذا لو بدأت الوزيرة مهمة رسمية وأقلعت بها الطائرة قبل الثامنة, هل ستتوقف الطائرة في الجو في تمام الثامنة وتكمل رحلتها مع بداية ساعات العمل من اليوم التالي, وفي حال مناقشة استجواب موجه للوزيرة من أحد مقدمي القانون ودقت الثامنة مساء, هل سيقبل النائب أن تتوقف الوزيرة عن المناقشة على اعتبار أن الدوام انتهى, وسؤال أخير, لمصحلة من يتم تجميد نصف المجتمع في الثامنة مساء وتحويل البلاد إلى متحف للشمع. *اعلامية كويتية منى ششتر
السياسه

تعليقات

اكتب تعليقك