تركيا هي المثال الوحيد على 'الديموقراطية الشرق أوسطية'.. هكذا يعتقد الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 859 مشاهدات 0


القبس

ديموقراطية يوك

عبد اللطيف الدعيج

 

ماري منيب، وهي لمن لا يعرفها او لم يلحق عليها عميدة الكوميديا المسرحية والسينمائية. لديها مسرحيات عديدة تظهر فيها بدور الارستقراطية التركية التي كانت سائدة ايام الملكية والمماليك في مصر. ولهذا فان لغتها العربية من المفروض ان تكون مكسرة او مخلوطة بكلمات تركية. على ما اذكر، وذاكرتي لكم عليها، كانت تضع خلف ما تستهجنه او لا تطيقه كلمة او وصف «يوك». واليوم اجد مناسبا ان اصف مثل ماري منيب ديموقراطية تركيا بـ«ديموقراطية يوك».

قبل ايام برر ديموقراطيو تركيا المتدينون مقتل الشاب التركي البريء على يد شرطتهم بانه «ارهابي». اي ان ديموقراطيتهم وفق هذا التبرير تبيح قتل الناس لمجرد انهم معارضون او متظاهرون ضد حزب العدالة الحاكم. طبعا هذه كانت زلة لسان، او هكذا بدت يومها. امس بعد فوزه بالانتخابات المحلية اعلن رئيس الوزراء التركي الفائز بان «اعداءه سيدفعون الثمن.. وانه سيدخل عرينهم».

هذه بالفعل ديموقراطية «يوك»، والله يرحمك يا ماري منيب. لأن المفروض ان ما جرى صراع ديموقراطي مكفول لكل مواطن بحكم القانون والدستور ان يمارسه. لكن ديموقراطيي التدين في تركيا غير. فهم رغم علمانيتهم المزعومة يصرون على حرمان خصومهم من المعارضة، ويتبنون عقلية الغاء الآخر وفرض الرأي الواحد التي يتطلبها ايمانهم وفهمهم الديني. المفروض في السيد اردوغان، الرئيس التركي الفائز، ان يواسي الخاسر من اعدائه. او ان يكون على الاقل مثل مرشحي رئاسة مجلس الامة عندنا، يردد المعزوفة المعتادة، فيشكر من لم ينتخبه باعتبار انهم اشفقوا عليه من ان يتحمل تبعات المسؤولية. لكن على العكس من كل هذا السيد اردوغان يتوعد ويهدد بملاحقة المعارضين ومعاقبتهم. طبعا بدعوى الاساءة للوطن وللامن القومي، ولكن يبقى ان مناسبة التهديد تكشف النوايا الحقيقية لمرشح حزب العدالة الفائز.

تركيا حتى الآن، هي المثال الوحيد على «الديموقراطية الشرق اوسطية» والاسلامية بالذات. وحتى الآن لا يبدو ان الحزب الاسلامي في تركيا موفق في ابراز التوافق المفروض او ربما المزعوم بين فهم العقيدة الاسلامية لاتباعه ومتطلبات الاخذ بالنظام الديموقراطي.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك