عيد كويت الخمسينيات والستينيات!.. بقلم صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب مارس 21, 2014, 1:43 ص 864 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / شكراً
صالح الشايجي
عرفت عيد الأم في شبابي المبكر أواخر خمسينيات القرن العشرين.
كنت وطائفة من أصدقائي نتابع مستجدات هذا العيد، وماذا كتب عنه وفيه والأغاني الجديدة التي غنّيت حبا وتمجيدا في الأم، وأشهرها على الإطلاق أغنية فايزة أحمد «ست الحبايب».
وكنا حينذاك وبالذات أواخر الخمسينيات، نتابع كل ذلك من خلال الصحافة المصرية التي كنا مداومين على قراءتها (آخر ساعة، المصوّر، الكواكب، روز اليوسف وشقيقتها صباح الخير)!
وكانت البيوت الكويتية آنئذٍ تفرح بهذا العيد وتعطيه حقه وتتعامل معه وكأنما هو عيد حقيقي، أو هو ثالث الأعياد، وكان الأولاد والبنات يقدمون الهدايا لأمهاتهم ويذكرون عطاياها الإنسانية الرائعة ويعبرون عن حبهم لها بعبارات الثناء والشكر.
عدت إلى ذلك الزمن البعيد الذي يزيد على نصف قرن لأستحضر صورا كانت جميلة ونفوسا كانت خيرة ومفعمة بالجمال، ولأذكّر بأننّا في ذلك الزمن الذي كانت فيه بلادنا تنضو عن جسدها ثوب الليل لترتدي ثوب النهار البهي، كنا كمجموعة بشريّة كويتية أكثر تسامحا وتصالحا مع الحياة وناسها وما يستجد من أفكار ومناسبات واختراعات.
كنا نقبل كل جديد في الحياة ونعتبره إضافة لنا ومن كان أكثرنا اتصالا بالحضارة والعالم المتقدم كان أكثرنا احتراما وتوقيرا، وكنا نتقبل كل إنسان، وآخر همنا كان دين هذا الإنسان وعقيدته وشكل عبادته وانتماءه العرقي، ولم نكن ننظر بدونية لأحد بسبب ديانته أو طائفته أو عرقه، كما كنا كمسلمين أكثر تديّنا والتزاما وحرصا على ديننا.
ما قصدت بما أكتب أن أرجم زماننا هذا الذي نعيشه ـ على ما فيه من أهوال ومآسٍ ـ لكن قصدت أن أمتدح زمنا كان أبيض منفتحا، لا يبغض ولا يكره ولا يقتل.
ولكل جميل وجمال حق الشكر علينا وذكر فضائله ومحاسنه ومزاياه وما قدمه من خدمة لنا.
فلخمسينيات الكويت وستينياتها ألف شكر وامتنان فهي التي قومتنا وحضرت سلوكنا وأدخلتنا العصر دون خوف من تقصير بسبب الجهل.
شكرا لتلك الكويت التي كانت أمّا حقيقيــة ـ لا مجازية ـ لنا نحن أبناء ذلك الجيل وبناته.
في عيدك يا أمّي الكويت.. شكرا.
الأنباء
تعليقات