المصارحة يجب أن تكون أساساً لبناء علاقات خليجية ثابتة.. هكذا يعتقد المطيري

زاوية الكتاب

كتب 663 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  المصارحة لتحقيق المصالحة

ناصر المطيري

 

الأمل الخليجي معقود على دور الوساطة الذي سيبذله حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بين دول الخلاف الخليجية، ولاشك أن الدور الدبلوماسي الكويتي ليس نهجا سياسيا بقدر ما هو مرتبط بشخص ومكانة صاحب السمو ذي التاريخ الدبلوماسي المعروف وما يتمتع به من تقدير واجلال على المستويين العربي والعالمي.

وعندما نتحدث عن مسعى للمصالحة فإن الساعي في الصلح بين اثنين أو أكثر لابد في البداية أن يبحث عن نقطة أو نقاط التقاء بين الأطراف المتخاصمة لكي يربط بينهم حول هذه النقطة التي تجمعهم ومن ثم تبدأ المهمة الدبلوماسية بتفكيك المشكلة وحل العُقد الملتوية في حبل الأزمة.

ولعلنا هنا نتساءل هل هناك ثمة نقاط التقاء فعلاً بين الرياض والمنامة وأبوظبي من جهة والدوحة من جهة أخرى يمكن أن تشكل منطلقاً وأرضية لتسوية الخلاف الأكبر من نوعه في تاريخ منظمة مجلس التعاون الخليجية؟

طرفا الأزمة الخليجية استبقا مساعي المصالحة برفع سقف الخلاف بينهما فعندما رفعت دولة قطر شعار الاستقلالية وعدم التبعية وأوصلت رسالة اعلامية مفادها الثبات على نهج السياسة القطرية دون تغيير، هذا الموقف قابله موقف حاد من الدول الخليجية الثلاث افصح عنه وزير الخارجية السعودي في اجتماع وزراء الخارجية حيث وضع ثلاثة مطالب أساسية اشترطها لأي اتفاق مع قطر وهي اغلاق قناة الجزيرة الفضائية واغلاق بعض مراكز الأبحاث، وتسليم بعض الأشخاص المطلوبين الذين تأويهم الدوحة.

أمام هذا التنافر في المواقف يصبح الباحث عن نقطة التقاء كالباحث عن إبرة في كومة قش، ولايخفى على أحد أن الخلاف الخليجي ليس موجودا داخل أسوار المنظومة الخليجية بل هو خارج حدود هذه المنطقة ولكن انعكاساته ترتد على الداخل الخليجي.

وتتركز نقاط الأزمة بين ثلاثة محاور اقليمية هي المحور المصري أولا ثم المحور السوري وأخيرا المحور الإيراني، فبالنسبة للمحور المصري في الخلاف الخليجي تظهر المشكلة من اعتلاء تنظيم الاخوان المسلمين للحكم بعد سقوط الرئيس مبارك حيث شذت قطر عن الموقف الخليجي الداعم سرا وجهرا للسيسي وحكم العسكر، وبقيت قطر وجزيرتها الإعلامية مدافعة وداعمة للرئيس المنتخب محمد مرسي.. وهذه أهم نقطة خلاف بل هي العقدة الأكبر التي لا التقاء عندها ولها امتداداتها في الساحة الخليجية.

المحور الثاني في الأزمة الخليجية التي تبحث عن حل هو المحور السوري حيث اتجهت الدوحة لدعم الثورة السورية منذ البداية وساندت الجيش الحر الذي وجه ضربات موجعة لنظام الأسد، أما بعض دول مجلس التعاون فكان موقفها متأخرا ومترددا بعض الشيء، إلى أن تنامى تأثير الدور القطري في سورية، هنا دخلت تلك الدول في الساحة السورية لتدعم جماعات جهادية وبخط يتقاطع مع الخط القطري هناك فتشابكت خيوط الأزمة الخليجية أكثر.

المحور الخلافي الثالث المتمثل في العلاقات مع أيران فهو يرجع إلى التباين في العلاقات الخليجية مع طهران والتحالفات الإقليمية لكل دولة والتي تتعارض مع الدول الشقيقة.

وفي ظل غياب نقطة الالتقاء للمسعى التصالحي الخليجي نعتقد أن خير نقطة يمكن أن يلتقي عليها الخليجيون هي نقطة «المصارحة» لتحقيق المصالحة، ومن دون المصالحة الكاشفة الواضحة لن يتحقق إلا صلح شكلي وظاهري ومؤقت لن يتجاوز بيان بروتوكولي.. المصارحة يجب أن تكون أساساً جديداً لبناء علاقات خليجية ثابتة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك