أزمتنا سكانية وليست إسكانية.. هذا ما يراه الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1159 مشاهدات 0


القبس

على 'ما ميش'

عبد اللطيف الدعيج

 

طريف جداً ان تتبارى الحكومة مع مجلس الامة في كيفية تحقيق زيادة الاولاد. ومصدر الطرافة هنا يعود الى ان كل ذلك يحدث والكويت تشهد مؤتمراً للتعامل مع ما يسمى بالازمة الاسكانية، التي دفعت الكويت الى الاستعانة بالخبرات العالمية لحلها.

ولا يعلم السادة اعضاء الحكومة مثل أقرانهم في مجلس الامة بأنهم هم ولا احد غيرهم سبب المشكلة - ان وجدت - واساس البلاء. فهم، في الوقت الذي يستعينون فيه بالعالم لمواجهة الطلبات الاسكانية المتراكمة، يسعون فيه وبهمة غريبة وعجيبة لزيادة النسل، وفرض طلبات واحتياجات سكانية تزيد من عمق المشكلة وتعقدها.

ليس عندنا ازمة اسكانية، بل عندنا ازمة سكانية، والمشكلة انهما مترابطتان ومتقاربتان لدرجة يصعب معها التفريق بينهما.. لفظا او واقعا. ومجلس الامة والحكومة معه يسعيان الى المساهمة في تعقيد الازمة وتفاقمها عبر تشجيعهما المعلن والحماسي لزيادة الانجاب.

حتى بافتراض عزل المشكلة الاسكانية عن رديفتها السكانية يبقى اننا في الواقع، ونرددها للمرة الالف، ليس لدينا ازمة اسكانية يصطلي بنارها المواطن الكويتي، وتبعا لهذا فان الحكومة ومجلس الامة «خابين روحهم على ما ميش». صحيح انه ليس لدينا رفاهية اسكانية، وصحيح ان الكثير من الاسر الكويتية تعيش في مآو وملاجئ سيئة ولا تتلاءم والتطور الحضاري او حتى الوفرة المادية التي تتمتع بها الكويت. هذا صحيح.. لكن صحيح ايضا ان اغلب هذا يعود الى طبيعة المواطن الكويتي ورغباته، بمعنى انه هو من خلق المشكلة او افتعل الازمة. فهذا المواطن «الناطر دور» هو من يصر على ان يسكن قريبا من العاصمة، وهو من يرفض السكن العمودي، وهو من يتطلع الى الاستثمار والتكسب من وفي حق السكن، وهو في النهاية من يفاقم الازمة عبر الاكثار غير الحضاري وغير الاقتصادي للنسل.

حلوا المشكلة السكانية اولا.. وسيكون سهلا وبالتبعية حل الازمة الاسكانية. طبعا مع الأخذ في الاعتبار تغيير الفلسفة وتحول السكن الحكومي من استثمار تجاري الى مأوى وسقف يظل من يستظل به.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك