من يحمينا من الجنون الذي يسكن بيوتنا؟!.. وليد الجاسم متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1070 مشاهدات 0


الوطن

في بيتنا.. أثيوبية!!

وليد جاسم الجاسم

 

أفاقت الكويت أمس على أصداء جريمة بشعة جديدة ارتكبتها خادمة أثيوبية بحق بنت مخدوميها وهي فتاة شابة عمرها أقل من عشرين ربيعاً لكنها قتلت غدراً بسكين على يد خادمة جن جنونها فأقدمت على الجريمة البشعة فجراً وسلمت نفسها إلى المخفر.
هل يتم فحص العمالة التي تأتي إلى الكويت؟.. والقصد من الفحص ليس الصحة البدنية فقط، فنحن لا نستقدم خيلاً للسباق على سبيل المثال!!.. ولكنهم بشر سوف يسكنون معنا في بيوتنا ويدورون بين غرف وجدران المنزل، ويلمسون أكلنا وشربنا وملابسنا في كل وقت، انهم يعيشون بيننا ونحن لا نعرفهم.. نؤمنهم على أرواحنا وأموالنا ومجوهراتنا وأبنائنا ونحن لا نعرفهم البتة!
هل هذا الخادم في منزلي يعاني من (العَتَهْ) أو الجنون؟.. هل هو مصاب بانفصام في الشخصية؟.. هل هو يائس تماماً في بلاده هارب منها؟.. هل هو مجرم في بلده هرب من القصاص ليختفي بين أضلعنا.. بكل ما فيه من صفات رديئة؟! هل هو من ملة أو ديانة تدعو إلى القتل؟!
توجد إجراءات صارمة بالتأكيد على الدولة اتخاذها في فحص العمالة القادمة نفسياً قبل أن تفحص جسدياً. كما توجد علينا نحن كمواطنين إجراءات يجب علينا اتخاذها، أولها أن نقلل عدد الخدم في بيوتنا إن أردنا ان نعيش الخصوصية المفترضة في المنزل بعيدا عن تلصص عيون الخدم وتدخلاتهم في حياتنا اليومية.
لكن هذا الامر غير واقعي اليوم خصوصا مع كبر حجم بيوتنا واضطرار رب الاسرة والزوجة الى العمل، فضلاً عن ساعات التعليم الطويلة التي يخضع لها الابناء سواء في المدرسة أو في المنزل.
فتكون النتيجة اننا عاجزون عن أداء الخدمات المفترض ان نؤديها نحن لأنفسنا، وصار الخادم بديلا سهلا.. يجهز الفطور والغداء والعشاء ويغسل الصحون.. ويكوي الملابس بعدما يغسلها وينظف البيت. صرنا أسرى حاجتنا اليومية الملحة للخدم، وفي نفس الوقت لا توجد ضمانات سليمة حقيقية نتأكد عَبْرها من أن هؤلاء الخدم الذين يشاركوننا كل لحظة في بيوتنا.. أسوياء.
المسألة بالتأكيد ليست كما قد يظن البعض ان الخادم تعرض لإساءة او ما شابه فانتقم لنفسه، لان الانسان السوي السليم حتى لو فرضنا جدلاً أنه تعرض للاساءة.. فان القتل ليس اسلوبه لمعالجة الموقف. وهذا طبعاً إن كانت هناك إساءة أصلاً.
من يقتل هو إنسان معتوه أو يرغب في الهروب من حياته.. فمن يحمينا من هذا الجنون الذي يسكن بيوتنا.
٭٭٭
< نتقدم بأحر التعازي القلبية لأهل الفتاة المغدورة بسكين غرستها خادمة اثيوبية بقلب بارد في احشائها. وعلى رأسهم الأخ الدكتور حمود فليطح والد الفتاة المغدورة. اللهم أسكنها فسيح جناتك وألهم أهلها الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك