عن انطلاقة تجمع السور!.. تكتب فاطمة الشايجي
زاوية الكتابكتب مارس 17, 2014, 12:57 ص 966 مشاهدات 0
الشاهد
تجمع السور
د. فاطمة الشايجي
حضرت المؤتمر الصحافي التأسيسي لتجمع السور الذي أقيم يوم الاثنين بتاريخ 10-3-2014. في البداية استغربت الاسم واستنكرته، فقد تم تداوله في السابق. اقصد في بداية الحراك السياسي بشكل يدعو إلى القسمة بين أفراد الشعب الكويتي. وقبل أن أعرض للمعنى ولأهداف التجمع. أود أن أبين الأسباب التي دعتني لحضور التجمع رغم إعلاني أني مستقلة، فأنا لا أتبع تيارا، ولا انتسب لحركة، ولا عضو في أي حزب سياسي.
إن من أهم الأسباب أنني كنت على يقين أن ما يحدث في الكويت سيدفع كثيرا من المواطنين لإقامة تجمعات، فهناك شعور قوي ينتاب كثيرا من الكويتيين أن العمل الفردي لن يحقق طموح الفرد، وأن التعاون هو الطريق لذلك. ولأني أؤمن أن التعاون هو الطريق للانجاز، فنحن من خلاله نستطيع مخاطبة أصحاب القرار وانتشال الكويت من أيدي أصحاب الفوضى. قررت أن أحضر كل تجمع لأعرف هل يمكن أن نجد هذا التعاون؟ أما السبب الثاني فهو لمعرفة أيضا التوجهات الجديدة التي يمكن أن تظهر في الساحة السياسية. فقد ملّ الشعب من وجود التيارات التي فقدت مصداقيتها مثل حدس، وحشد، وحدم، والحركات الليبرالية، والمنبر الديمقراطي، والوطني. فالشعب لم يجد لهم إضافة تذكر، ولم يجد لهم بصمة ايجابية في المجتمع. فقد بدأوا بالصراع بين أنفسهم ليثبت كل تيار وجوده، وانتهوا إلى انتهاك وجود الفرد، فبدلا من أن يتفقوا مع بعضهم لردع الحكومة عن العبث والفساد، وأن يسخروا فكرهم لخدمة الشعب؛ انقسموا على أنفسهم، فمنهم من تبع الحكومة، ومنهم من كان ضد الحكومة، ومع تقلب مواقف كل منهم أكدوا لنا أنهم يسعون لمصلحتهم وليس لمصلحة الشعب. وهذا الصراع بين التيارات يدفع لظهور تجمعات أخرى نتمنى أن تتفادى أخطاء من سبقهم . وهناك سبب مهم لحضوري هذا التجمع هو أن أعضاء التجمع رجالا ونساءً من الوجوه الجديدة.
أما عن اسم التجمع الذي استوقفني فقد كانت كلمة نائب الأمين العام للتجمع الأستاذ يحيى الدخيل واضحة وجلية في تفسير لماذا تم اختيار هذا الاسم. حيث أشار أنهم لا يقصدون به تقسيم المجتمع بل يقصدون به تصحيح معنى السور الذي أساء استخدامه البعض. ويجدون أن اتخاذهم عنوان «السور» للتجمع إنما هو دعوة لجميع أبناء الشعب الكويتي أن يقفوا سورا وحصنا منيعا حول الكويت لصد أي خطر عنها. أو بمعنى أصح هي دعوة لبناء سور جديد يحمي حدود الكويت من الخطر الذي يهددها.كما أشار أيضا أن التجمع هو عبارة عن جماعة ضغط وليس حزبا أو تيارا سياسيا مما يعطي الحق لكل عضو في التجمع في الاعتراض على أي موضوع لا يتوافق مع أفكاره وأهدافه، ويحق لأي عضو فيه الاشتراك في التجمعات الأخرى بما لا يتعارض مع المبادئ الأساسية للتجمع، وهو ما يكفل الحرية لأفراده. وقد تكون هذه الفكرة جديدة نوعا ما فعدم تقييد حرية الفرد في حال انضم للتجمع كعضو لم نجدها عند التجمعات الأخرى.
أما الفكرة المبتكرة الثانية في هذا التجمع فتتمثل في الهدف الذي نشأ من أجله هذا التجمع. فقد ذكر الأمين العام للتجمع المحامي أحمد المليفي في البيان التأسيسي أن تجمع السور جماعة ضغط كويتية، وتجمع وطني سياسي يهتم بصوت الأغلبية الصامتة من أهل الديرة، ويعبر عن الطبقة الوسطى بالمجتمع، ويسعى لتوحيد كلمتهم ولوضع بصمتهم في دائرة القرار، ويساهم في نشر الوعي ومكافحة الفساد. وأكد أنهم لا يدّعون الكمال ولكنهم حلقة من حلقات الإصلاح السياسي والمجتمعي، ودعا جميع أطياف المجتمع للانضمام للتجمع. والجديد هنا أن التجمع حدد الفئة التي سيعمل من أجلها وقد يكون هو التجمع الأول حسب قراءتنا الذي لا يتحدث باسم الشعب، فجميع الحركات السياسية في الكويت تطالب باسم الشعب أجمع، لذا أحيي أعضاء هذا التجمع الذي حدد الفئة التي سيسعى جاهدا من أجلها.
يجد أعضاء هذا التجمع أن المجلس لا يمثلهم، وأن الفساد الذي استشرى في جميع مؤسسات الدولة يحتاج إلى تعاون الجميع ، ويجدون أنفسهم أنهم قادرون على مواجهة الفساد، وعلى مساعدة ونصرة كل مظلوم يلجأ إليهم لحل مظالمهم. وقد يكونون على حق فرغم وجود لجنة المظالم والشكاوى في البرلمان. إلا أنها بالفعل لجنة لا تقدم شيئا، فهي تقوم فقط بتجميع الشكاوى ولا تحلها إلا عندما يتدخل وزير أو عضو لبعض الأشخاص.
ومن ضمن أهدافهم اهتمامهم بالشأن الاجتماعي ومحاولة نشر الوعي بجميع مجالاته لمحاربة الظواهر السلبية التي تفتك بأبناء الشعب الكويتي. ورغم إعجابنا بالخطوة الجريئة التي أقدموا عليها إلا أننا نود أن ننصح أن العمل الديمقراطي يقوم على وضوح الهدف وتوحيده بين أعضاء التجمع، فلن يكون هناك تعاون ما لم يتم الاتفاق على الأهداف، ولن يكون هناك قبول من المجتمع إذا ظهر هناك أي نوع من التناقض بين تصريحات أعضائه أو بين الأفعال والأقوال . كما نتمنى أن يضعوا أمامهم أن رغبة المجتمع الحالية هو تطبيق الحلول وليس عرض الحلول . وأن المجتمع يتطلع إلى وجود جماعة ترتقي بلغة الخطاب والحوار . في النهاية نأمل أن تكون انطلاقة هذا التجمع خيرا لأعضائه وللكويت،ونسأل الله لهم سواء السبيل.
تعليقات