عن الفرحة الإيرانية بالخلاف الخليجي!.. يكتب وليد الغانم

القبس

فرح إيران بخلافات الخليج

وليد عبد الله الغانم

منذ الإعلان عن حدوث شرخ كبير في مجلس التعاون الخليجي وأجهزة الإعلام الإيرانية مستمرة في الترحيب بتشقق المجلس وتتوقع انهياره.. وعارضت إيران على الدوام قيام أي اتحاد إقليمي بجوار حدودها وسواحلها دون مشاركتها فيه، خصوصاً أن «الخليجي» ظل يتخذ قرارات مشتركة حيال طهران**.

لن نسأل من المتضرر من الأزمة الخليجية القائمة بعد قرار 3 دول سحب سفرائها من قطر، لأن كل دول وشعوب الخليج قطعاً متضررة، ولكن سؤالنا من المستفيد من هذا الشقاق العلني العنيف بين الأشقاء؟

ولم تكن المفاجأة بقرار سحب السفراء فقط، وإنما المفاجأة كانت في أن هذه الخلافات طرحت بين الدول قبل أسابيع عدة، وقدّمت دولة قطر مقابلها تعهدات بتلافي مواطن الخلاف وفقاً لقضايا محددة. وللأسف، فإن أبناء الخليج ومواطنيه آخر من يعلم بتفاصيل وأحداث ما يجري في اجتماعات القمم الخليجية. فلنعترف بأن شعوب المنطقة مغيبة تمام عما يجري إلا ما ينقل لنا من هنا وهناك من إشاعات وتقارير إخبارية مقتضبة، ثم يفاجأ الناس بكارثة دبلوماسية غير معتادة كما جرى، وربما الحسنة التي نراها هي إزاحة المجاملات في مواجهة الخلافات الخليجية، وهو الأسلوب الذي دأبت عليه المنظومة الخليجية في مسيرتها وكان سبباً في التراخي في حل الأزمات وتعاظمها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.

وإذا كنا غير مستغربين من الفرحة الإيرانية بحصول هذا الخلاف الخليجي ورغبتها في توسعه، فطالما كانت إيران مصدر قلق وشك للخليجيين، فإن الغريب حقاً هو فرح بعض الإعلاميين والسياسيين في الكويت بما حصل ومحاولتهم إذكاء نار الفتنة والشماتة بدلاً من تهدئة النفوس وتشجيع محاولات رأب الصدع التي نتمنى أن يكون لقيادتنا السياسية الدور الأكبر فيها كما هو معهود بإذن الله.. والله الموفق.

• عن تقرير من طهران - هادي أحمدي مقدم - القبس 2014/3/12