بهيجية بهبهاني لوزير التربية: الرجوع عن الخطأ فضيلة!
زاوية الكتابكتب مارس 13, 2014, 1:13 ص 999 مشاهدات 0
القبس
تحت المجهر / 'التربية' تلغي أساس التنمية!
أ.د بهيجة بهبهاني
• الكويت تعاني من عزوف الشباب عن الالتحاق بالتخصّصات العلمية، وهذا سيؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة.
ألغت وزارة التربية تدريس مادة العلوم لتلاميذ المرحلة الابتدائية في الصفوف الاول والثاني والثالث، وذلك اعتبارا من العام الدراسي المقبل، وتقرر تدريس 4 مواد تعليمية، هي: الاسلامية والعربية والانكليزية والرياضيات. واتخذ هذا القرار في اجتماع مجلس الوكلاء الذي عقد برئاسة وزير التربية وزير التعليم العالي الذي اوضح: «ان المشروع يحقق تخفيف الحقيبة المدرسية التي يعاني منها أبناؤنا التلاميذ». ولا ألوم معالي وزير التربية وزير التعليم في اتخاذ هذا القرار لانشغاله بمسؤولياته الجسيمة، ولكن اللوم كله موجه للوكلاء الذين لم يطلعوا على اهداف تدريس العلوم بالمرحلة الابتدائية والمتضمنة: «تنمية القدرة على التحليل والاستنتاج واكتساب مهارات التعامل مع منجزات العصر المعرفية والتكنولوجية وتطبيقاتها في الحياة اليومية، وتنمية مقومات الصحة والسلامة الجسدية والنفسية، وما تتطلبه من مهارات المحافظة على الصحة العامة، وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو الحفاظ على البيئة والممتلكات العامة». ان التلميذ في المرحلة الابتدائية، التي تعتبر المرحلة التأسيسية يلتحق بالمدرسة وهو يجيد استخدام الهاتف المحمول والآيباد والحاسب الآلي، ويتواصل بها مع الثقافات العالمية، وكان بامكان الوكلاء طلب توفير قرص مضغوط او فلاش يحتوي على مواد العلوم تخفيفاً للحقيبة المدرسية وجهاز حاسوب محمول لكل تلميذ. فهذا هو التطوير، وليس تقليد دول عربية في إلغاء مواد العلوم، حيث تجبرها امكاناتها المادية الضعيفة على استمرارية حمل التلاميذ الحقائب المدرسية الثقيلة. ان دولة الكويت تعاني عزوف الشباب عن الالتحاق بالتخصصات العلمية، وهذا الامر سيؤدي الى تفاقم هذه الظاهرة، رغم ان الكويت تعتمد على ثروة اقتصادية واحدة هي البترول، والتي تتطلب خريجي العلوم، وكذلك الامر بالنسبة الى تخصصات الطب والهندسة وتوفير المياه والامن الغذائي، وغير ذلك من اساسيات الحياة! فالعلوم اساس التنمية، وذكر الوزير انه استُرشِد برأي أولياء الامور، وبالطبع فان ولي الامر يريد تخفيف المعلومات العلمية عن ابنه من دون اعتبار لمصلحة الوطن والتلميذ!
ان توزيع معلمات العلوم على مدارس المرحلة المتوسطة العام المقبل لهو مأساة تعليمية! فهن قد تم إعدادهن للتدريس بالمرحلة الابتدائية، فكيف لهن تدريس المواد الدراسية العلمية للمرحلة المتوسطة من دون خلفية علمية؟! ان الدين الاسلامي يشدّد على دراسة العلوم «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» (صدق الله العظيم). إن الرجوع عن الخطأ فضيلة.. يا «تربية»!
تعليقات