عن لغة 'الغانم' المسؤولة!.. يكتب ظاري الشمالي

زاوية الكتاب

كتب 652 مشاهدات 0


النهار

 الدروازة  /  الغانم واللغة الجديدة

ظاري جاسم الشمالي

 

اللغة المسؤولة التي أطلقها السيد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في المؤتمر الخاص بالاسكان لا تزال عندي هي الحدث الأهم على الصعيد الداخلي، فالارقام والاحصائيات ومؤشرات الأداء ومهل الانجاز والمتابعة يجب أن تسود في كل مؤسسات الدولة ومشاريعها وتصبح هي الحاكمة في خطاب المسؤول للمواطن، وفي مراقبة المواطن للمسؤول. فلا شعارات أدبية زائفة ولا لغة غائمة تقبل التأويل ولا أحكام مسبقة وتقاذف اتهامات ولا معارك وهمية تهدر الجهد والوقت والمال وتشغل الدواوين كفقاعات اعلامية...

والظاهر أن المؤتمر بما تخلله من نقاشات مفيدة قد لاقى استحسان الحكومة فاصدرت تعليماتها لوزير الاعلام لاعادة بث وقائعه واعدة بتعميم هذه الروحية على بقية مشاريعها.

ومن الآن علينا أن نطبق المعايير العلمية واللغة الجديدة على الأداء الحكومي سواء في موضوع الاسكان أو البنية التحتية، او شركة الخطوط الجوية الكويتية التي بقيت تحت الادارة الحكومية ولكنها لم تشهد بعد تلك القفزة النوعية التي ننتظرها... أو قضايا حقوقية أخرى وعلى رأسها قضية البدون التي لم تعالج منذ عقود بلغة العلم والمنطق بل شابها دائما عراقيل ناتجة عن عصبيات مستحكمة في عقول وقلوب بعض المعنيين بالملف الحقوقي والإنساني بامتياز.

والخوف كل الخوف هو ان يقتصر الاهتمام الحكومي على الجانب الاعلامي لابداء اهتمام سطحي لا يلزم الحكومة بشيء وكأن المسألة كلام يرد عليه بتحية اعلامية ثم يغلق الملف ونعود الى سابق عهدنا في البطء والغموض واللغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

نشر روحية المؤتمر ولغته يعني مصارحة الناس واستخدام الاعلام لنشر الثقافة العلمية والخطط ومواعيد الانجاز ومراحل العمل، والدفع باتجاه تكوين هيئات رقابية فاعلة وفرق تقنية متخصصة والاعتماد على اهل الخبرة في كل عقد ومشروع لكي لا نقع ضحية ابتزاز قانوني كما حصل في عملية النهب المقنن الذي استفادت منه شركة الداو نتيجة رعونة التعامل الحكومي مع ملف مكلف وخطير كملف الداو ثم تبين فيما بعد أنه لم يكن هناك من داع لالغاء العقد ودفع التعويضات الباهظة للشركة فمن المسؤول اليوم عن ذلك المسار الخطأ للقضية التي كلفت خزينة الدولة ذلك المبلغ الباهظ؟.

بالعلم والموضوعية والخبرة يمكننا ان نتفادى أخطاء كهذه فمتى تسود اللغة الجديدة؟

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك