أزمات الخليج والنفخ في أبواق الخلاف!.. بقلم صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 647 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  إلى السادة الموتورين

صالح الشايجي

 

البعض يتكسب من المصائب ولا يرفرف جناحاه إلا في الأزمات ولا يحلو له الصيد إلا في الماء العكر.

والأزمات السياسية وتقاطع الرؤى بين الدول من الأمور الاعتيادية وشبه اليومية، وما حدث مؤخرا بين شقيقاتنا الخليجيات الأربع، المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، هو من أمور السيادة السياسية لهذه الدول، وليس من شأن العامة والدهماء والسوقة، ولا هو مجال للتكسب أو الشماتة أو فرصة لنفخ النار حتى يشتد أوارها.

بالتأكيد أننا نحن الصالحين من شعوب الخليج، ما كنا نود أن تصل الأمور بين الشقيقات الأربع إلى ما وصلت إليه لاسيما وهناك متربصون وشامتون ومن يسعون إلى تفكيك اللحمة الخليجية أما وقد اختلفت الرؤى بين الشقيقات وحدث ما ترتب عليه سحب السفراء من قبل السعودية والامارات والبحرين، من قطر، فإن ذلك أمر يكدر صفو خواطرنا، ما كنا نود أن يحدث، ولكنه في الوقت ذاته ليس بابا للشماتة والهجاء والسباب والمعايرة والمكابرة.

هي أيها السادة ليست حرب قبائل، ليخرج شاعر هذه القبيلة يشجب ويندد ويسب ويحقر القبيلة الأخرى، ثم يقوم أرعن موتور من القبيلة الأخرى للرد والمنافحة ورفع السيف دفاعا عن حياض قبيلته! ولا هي معاش وتكسب أو لوذ ابن سبيل بفيء عابر يستظله.

هي أزمات سياسية تعرفها الدول منذ كانت ومنذ ارتفعت راياتها وبيارقها، تشتد ثم تخفت وتعود المياه الى مجاريها رقراقة صافية تنبت العشب وتسقي قاصدها، فلماذا النفخ في أبواق الخلاف والتغني بالجراح والرقص في المآتم؟

إن الخاسر فيما يحدث من أزمات بين الدول هم أولئك الذين يسارعون إلى دق طبول الحرب ومن يرشون الملح فوق الجروح وينفخون في أبواق الخلاف لتكبير شقته، فغدا ستعود العلاقات بين تلك الشقيقات وستسوى الخلافات التي نجم عنها سحب السفراء، فكيف سيواجه سود الوجوه ومشعلو الفتن أهلهم في الدول الأخرى التي أساءوا اليها وعملوا على تكبير رقعة الخلاف معها؟

لابد أن تتحكم بنا ضمائرنا الوطنية أمام الأحداث السياسية، لا أن تجرفنا مشاعر البغضاء والكراهية فنسيء إلى أنفسنا وبلداننا قبل أن نسيء إلى من قصدنا الإساءة إليه.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك