هل يتعلق قرار سحب السفراء بأمن الأنظمة أم الشعوب؟.. العيسى متسائلاً

الوطن

ملتقطات  /  تساؤلات مشروعة حول الخلافات

د. شملان يوسف العيسى

فجأة وبدون مقدمات سحبت ثلاث دول خليجية سفراءها من قطر وهذا امر مؤسف ومحزن لنا كشعوب خليجية، ليس المجال لوم واحدة من الدول على سحب السفراء من الدوحة لكننا سنحاول طرح تساؤلات مشروعة نتمنى ان يتسع صدر الجميع لتقبلها.
التساؤل، الخلافات الخليجية – الخليجية حول العديد من القضايا الخاصة بدول الخليج، خصوصا الخلافات الحدودية وغيرها من القضايا، رغم قدمها لم تسحب هذه الدول سفراءها.. لماذا الآن؟ من حقنا كشعوب ان نعرف.. هل هذا يتعلق بأمن الانظمة أم الشعوب؟
هل الخلاف بين قطر وشقيقاتها الثلاث خاص بدعم قطر للاخوان المسلمين وانشطتهم المختلفة في دول الخليج والوطن العربي كما تدعي هذه الدول؟ أم ان الخلاف يتعلق بالسياسة الخارجية لقطر كما اكد ذلك البيان القطري؟
عتاب دول الخليج الثلاث على قطر لانها تحتضن الاخوان المسلمين وتدخل الاخوان في الشؤون الداخلية لدول الخليج صحيح وقطر لا تنكر دورها المتميز في دعم ثورات الربيع العربي التي قادها الاخوان، الحقيقة المرة هي ان دول الخليج باستثناء الامارات وعمان دعمت وساندت جماعات الاسلام السياسي سواء كانوا اخوانا او سلفا او جماعات اسلامية جهادية.. العالم يعرف دور دول الخليج في دعم وتمويل المدارس الدينية في باكستان وافغانستان التي خرّجت جماعة طالبان.. نفس دول الخليج ساعدت ودعمت الشباب الخليجي في عملياته الجهادية في افغانستان والشيشان وكشمير والبوسنة والهرسك والآن اتجه الجهاديون الخليجيون الى سورية والعراق.
من المسؤول عن زج الدين في السياسة في دول الخليج.. أليست الأنظمة نفسها؟ لقد اتخذنا موقفا واضحا منذ اكثر من ثلاثين عاما نحذر فيه من خطورة زج الدين بالسياسة.. لان استخدام الدين في مجال السياسة سلاح ذو حدين.. فالتطرف الديني خلق لدينا مشاكل داخلية وانشقت مجتمعاتنا بسبب التطرف والطائفة.
نقطة الخلاف الثانية تتعلق بدور الاعلام القطري «الجزيرة» وهجومها على دول الخليج.. المشكلة ان دول الخليج كلها سعت الى كسب الشارع العربي عن طريق شراء الصحف والمحطات ودور النشر العربية.. وهذا شيء مشروع لكنه مكلف.. لكن الامر المؤكد هو ان قطر استطاعت عن طريق محطة الجزيرة كسب الشارعين العربي والاسلامي لانها فتحت المجال لهذه الفئات للتعبير عن نفسها.. قد نختلف أو نتفق مع الجزيرة.. لكن الأمر المؤكد ان جماهيريتها لدى الشارع العربي لاتزال مستمرة، يعتب الاخوان في الخليج على قطر بانها دولة صغيرة تلعب دوراً اكبر من حجمها.
السؤال لماذا تسعى قطر لكسب الشارع العربي سواء في مصر أو تونس أو اليمن أو غيرها؟.. قطر دولة صغيرة وغنية تحاول ان تحقق دورا اكبر في السياسة الخارجية بكسب اصدقاء جدد يحققون مصالحها حسب منظورهم الخاص الذي يمثل مصالحهم.. لقد لعبت الكويت في الستينيات نفس الدور وحققت مكانة متميزة آنذاك.
واخيرا لدينا قناعة بان الخلافات بين الاشقاء سوف تحل لكن لا احد يستطيع فرض وصايته على الدول الاخرى.. نحن شعوب الخليج من حقنا ان نختلف مع حكامنا حول سياساتهم باستخدام الدين كأداة سياسية.. لان اساءة استخدام الدين يمزق مجتمعاتنا.