الوطن يحيا بأهله الطيبين ويشقى بالخبيثين.. بنظر محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب مارس 10, 2014, 12:54 ص 883 مشاهدات 0
القبس
إنسان بلا وطن.. كيف؟!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
نحاول أن نستوعب كيف يستغني إنسان عن وطن نشأ وترعرع فيه، بل وجد آباءه وأجداده كانوا من بناته بالشقاء وشظف العيش وشدته، حتى استوى الوطن على عوده بفضل من الله، ثم اهله المكافحين المجاهدين في رفعته وعلوه في الارض، وبين الأمم.
كيف يستغني أو يرخص إنسان وطنه أو يستبدله بغيره بقية حياته، فالوطن لا يرخص ولا يستبدل بغيره بأي صورة من الصور.
نسمع أن أناساً قالوا: جمع المال في الكويت، والعيش والسكن في خارجه! بل قالوا: ليس لنا بيت في الكويت، لانها ليست دائمة او باقية، فخذ منها ما تستطيع أو احمل ما تستطيع حمله من الأموال بالحلال والحرام وبالغش والخداع وتجارة الرقيق الأبيض (الإقامات) والمخدرات والمفترات من حبوب وخمور وغسل أموال، وضع لافتة على دارك ومكتبك غير الدائمين: الكويت غير دائمة، الكويت غير باقية! وهذه اللافتة تحثك وتشجعك على الاستعجال في تحصيل الاموال من اي الطرائق، وتحويلها هناك الى الوطن الجديد، او الارض الجديدة.
هذا وذاك وأولئك مهما كانت شخوصهم او الى من ينتمون من الأسر حتى لو كانت الاسرة الحاكمة، أليس في الفلسطينيين عبرة لهم وهم في شتات أكثر من ستين سنة، وقد لحقناهم مدة سبعة أشهر، ونحن بين مشتت في الارض يتكفف الناس في الخارج، وفي الداخل ضيم وظلم وتهديد مستمر، وتهديد وإعدام، وجاء بعدنا اليوم السوريون وقد شتتوا في دول الأرض من دون استثناء، بلد عربي أو أجنبي، فهذا السوري اصبح لاجئا في بلغاريا، وستتوزع البقية في ديار لا ندري كيف تكون، اما من في الداخل فلا تسأل خبيرا، فقتل بأنواعه المعلومة وغير المعلومة.
أيعتقد بعض المترفين أنه لو عاش في قصره، بيته، شقته في لندن أو باريس وديفون وجنيف وأميركا والمغرب، أنه سيعيش عيشة الراحة النفسية والسعادة التي لا تنتهي، كما كان في كويته بالأمس واليوم؟! لا أظن ذلك، بل أجزم بأن هذا وذاك وأولئك ممن يدعون أنهم يستطيعون، سيكونون في كمد وكبد وشقاء، وذكرى الوطن لن تفارقهم ليل نهار.
الكثير من الكويتيين ممن ذهبوا إلى قرابتهم في تلك الديار أثناء الاحتلال، أو ممن هم على مذهبهم ودينهم وعقيدتهم لم يرحّبوا بهم، وإن كان ففي أيام معدودة، ثم أداروا لهم ظهورهم! إذاً لماذا لا يحافظ المرء منا على أن يبقى الوطن عزيزاً طاهراً نظيفاً، وذلك عن طريق الإخلاص في العمل والأمانة فيه، فالوطن يحيا بأهله الطيبين الطاهرين، ويشقى بالخبيثين النجسين، كما الصلاة بلا طهارة لا تقبل، فهي صلاة باطلة مردودة على صاحبها، وهي عقد بينه وبين الله. والله المستعان.
* * *
• العقد والعهد
القرآن ينادي بالوفاء بالعقود، ومطلقاً دون تفرقة بين عقد وعقد، ما دامت لا تشتمل على محرم، فكل ما يطلق عليه عقد يجب الوفاء به بنص القرآن، وكل شروط في عقد فهو عهد يجب الوفاء به.
(د. عبد العظيم شرف الله).
تعليقات