تمكين المرأة الكويتية أصبح مطلباً مهماً.. سلوى الجسار مؤكدة

زاوية الكتاب

كتب 940 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي

د. سلوى الجسار

 

يحتفل العالم في الثامن من شهر مارس سنوياً بيوم المرأة العالمي، وقد جاء الاحتفال إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام (1945) واستمرت محاولات النساء حول العالم في المطالبة بالعديد من الحقوق والاستحقاقات والانصاف سواء على مستوى العمل أو الأجور أو الحقوق السياسية والمدنية حتى وافقت الأمم المتحدة على تبني تلك المناسبة عام 1977 حيث أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد يوم في السنة يكون الاحتفال بالمرأة، وقد قررت أغلبية الدول اختيار الثامن من مارس ليكون يوماً ورمزاً لنضال المرأة في دول العالم المختلف الذي سجل العديد من قصص معاناة النساء التي صنعت من التاريخ محطات يستوجب على الجميع أن يتمعن في مواقفها وإنجازاتها والتفكير بالقضايا الشائكة التي مازالت المرأة تواجهها خاصة بعد أن شهدت منطقة الشرق الأوسط وأجزاء من دول العالم تغييرا هائلاً استوجب على صنَّاع القرار أن يستمعوا اليهم. ان هذه الاحتفالية يجب أن تؤكد ان المواطنة في المجتمعات المدنية تعطي كافة الحقوق للنساء أسوة بالرجال على المستوى المدني والسياسي والاقتصادي فيجب أن تكون مشاركة النساء لا تقل عن %30 كما أكدتها الأمم المتحدة في أهداف الألفية الثمانية. 
ان ما تقوم به النساء في كل أنحاء دول العالم والكويت أحد هذه الدول بدور أساسي في بناء المجتمع من مساهمة فعَّالة على كافة الأصعدة ولنا ان نستذكر العديد من هذه المبادرات والإنجازات التي وضعت المرأة الكويتية في السجل العالمي والاقليمي والمحلي. على الرغم مما تملكه المرأة الكويتية من قدرات وإمكانات الا أننا ما زلنا نستشعر أن صنَّاع القرار في مؤسسات الدولة لديهم وجهة نظر تجاه المرأة الكويتية في عدم دخولها مسار المنافسة مع الرجل فما زالت بعض الجهات تنظر إلى الرجل بأنه الأفضل على الرغم من المطالبة بأن تكون الكفاءة والامكانيات هي معيار الاختيار. إن تحقيق أفضل المكاسب التي يتطلع اليها المجتمع الكويتي يوجب العمل بأن تمنح المرأة أفضل الفرص بالمواساة مع الرجل بهدف تحقيق مقومات المواطنة. 
اليوم نوجه رسالة واضحة وصريحة لنساء وشابات الكويت «نحن نمتلك الامكانيات والقدرات ونستطيع ان نكون أداة مهمة في صناعة القرار فيجب ان يكون الاتجاه في عدم التنازل والمطالبة وفق القانون والضوابط المجتمعية، فلا نقبل ان يجعل منا الإعلام سلعة رخيصة وأن نتمكن من اتخاذ القرار المناسب والذي يحقق لنا العدالة والمساواة، ولا نقبل أن نوجه في اختياراتنا أو قراراتنا، والرسالة الأخرى توجه إلى جميع مؤسسات الدولة والمجتمع ان العمل على وضع استراتيجية وطنية لتمكين المرأة أصبح مطلباً مهماً يُلزم الجميع بالعمل لتوفير ودعم وتعزيز كافة الامكانيات لدعم المرأة الكويتية وفق معايير الكفاءة والخبرات وبعيداً عن أي تكسبات سياسية أو مصالح شخصية على حساب ما تتطلع إليه المرأة الكويتية.
فيوم المرأة ليس فقط الثامن من مارس وإنما كل أيام السنة هي للمرأة فالأدوار التي تقوم بها كل يوم تجعل منها رسالة مهمة لكل أفراد المجتمع فهي ليست نصف المجتمع فقط بل كل المجتمع فهي تعمل على تربية وتنشئة النصف الآخر فتحية وتقدير لكل نساء الكويت اللائي صنعن وما زلن بصمة العمل والإنجاز والإبداع لكويت الماضي والحاضر والمستقبل.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك