غياب البعد الشعبي عن قرار سحب السفراء!.. بقلم سليمان الخضاري
زاوية الكتابكتب مارس 8, 2014, 12:56 ص 656 مشاهدات 0
الراي
فكر وسياسة / سحب السفراء.. والدور الشعبي المفقود!
د. سليمان الخضاري
كتبنا سابقا عن ضرورة تطوير منظومة مجلس التعاون الخليجي لنقله لمستوى متطور يجعل منه معبرا في الأساس عن تطلعات شعوب دوله لا مجرد تجمع للأسر الحاكمة في دول الخليج، تقرر الأصلح لأوطانها وشعوبها دون آلية تضمن توافر الغطاء الشعبي لقرارات المجلس وتوجهاته!
ما حدث أخيرا من سحب لسفراء السعودية والبحرين والامارات من قطر، وبعيدا عن مشاعرنا الشخصية المليئة بالأسف بالتأكيد، يكشف أحد العوائق المهمة أمام مسيرة تطوير العمل الخليجي المشترك، والمتمثل في غياب البعد الشعبي بشكله المؤسسي الملزم والمعبر صراحة عن مزاج الرأي العام في كل دولة على حدة.
لا أعتقد بالطبع أن أحدا في الخليج ضد مبدأ التعاون بين دولنا، بل أزعم أن فكرة الاتحاد نفسها ليست محل خلاف مبدئي في أصل الفكرة، ولكن المشكلة هي دوما في التفاصيل، تلك التفاصيل المتعلقة بالأولويات وشكل التعاون ومراحله وضرورة بناء المؤسسات الحقيقية الكفيلة بتهيئة الأرضية الملائمة للانتقال بالتعاون بين دولنا لمستويات أعمق وأوثق.
سحب السفراء من قطر هو قرار سيادي بالطبع، لكن الأمور المرتبطة بقرار من هذا النوع وانعكاساتها على مزاج الرأي العام هو ما نتحدث عنه، فمسؤولو الدول يجب أن ينتبهوا لحقيقة ازدياد الوعي السياسي والاجتماعي في بلدانهم وأن مسألة بناء الثقة بين الدول أو قطع العلاقات بينها ما عادت مجرد خيارات أو قرارات تتخذ بمعزل عن توجهات الرأي العام في تلك الدول، وأن الشعوب في حال تم التصالح بين تلك الدول لن تستطيع اوتوماتيكيا طي صفحة الخلافات العميقة بينهم وكأنه «يا دار ما دخلك شر».
المسألة هنا ليست بالطبع دفاعا عن قطر، فدور قطر في الكثير من الأحداث الاقليمية والعربية يثير التساؤلات والقلق في نفوس الكثير من أبناء دول مجلس التعاون الأخرى، بل ونحتمل أن بعض القطريين أنفسهم لديهم مخاوفهم المشروعة بخصوص بعض سياسات حكومتهم، لكن المسألة مرة أخرى هي في البعد الشعبي المفقود في مجمل المشهد السياسي المقلق بين دول المجلس حاليا، فالشعوب أيها السادة هي من يعطي القرارات ذلك الأساس القوي والصلب الذي ترتكز عليه سياسات الدول.
نتمنى أن تنجح بالطبع وساطة سمو أمير البلاد المنتظرة في رأب الصدع بين الأشقاء، لكننا نزعم أن المسألة ما عادت ممارسة لبروتوكولات تقليدية وتطييب خواطر و... «تشره»...!
تعليقات