لماذا لا تتحرك الحكومات العربية لترميم جراح تونس؟!.. الشايجي متسائلاً

الأنباء

بلا قناع  /  'إنه الاقتصاد يا غبي'

صالح الشايجي

 

«إنه الاقتصاد يا غبيّ»!

قرأت أن الرئيس الأميركي الأسبق «بيل كلينتون» قد وضع هذه العبارة على مكتبه ليراها كل داخل اليه من المسؤولين في حكومته.

هذا يعني أهمية الاقتصاد ودوره في تنمية البلاد وحتى في إنجاح سياستها وتحقيق الرضا والقبول لدى الشعب. فبقدر ما يكون المواطن مرتاحا من الناحية المالية يكون أكثر قدرة على الابداع والانتاج.

رئيس الوزراء التونسي «مهدي بن جمعة» صرح مؤخرا بأن بلاده على شفا الإفلاس!

وهو أمر ليس مستبعدا على بلاد تخلو تقريبا من الموارد الطبيعية، وتشكل السياحة فيها مصدرا فاعلا في اقتصادها، ومنذ انطلاق أولى ثورات الربيع العربي من تونس يناير 2011 والبلاد التونسية تعاني من الأزمات السياسية والتي -بالضرورة- ينجم عنها أزمات اقتصادية، وهذا بالتالي سيؤثر على السياحة التي تعتمد البلاد على مواردها، حيث كانت تحقق قبل انطلاق الثورة عائدا يقدر بملياري دينار تونسي.

هذا العائد المهم توقف إضافة الى توقف العمل والإنتاجية في كثير من القطاعات الانتاجية بسبب الأحداث والأزمات السياسية وتردي الوضع الأمني، ما أوصل الخزينة التونسية إلى حافة الإفلاس وهو ما نبه اليه رئيس الوزراء التونسي.

لا الإحساس القومي ولا حتى الديني هما الضاغطان علي من أجل الكتابة عن وضع تونس الاقتصادي المتردي والذي يهدد بالانهيار، ولكن الحس الإنساني المتجاوز للمفاهيم الصغيرة وللأنانية هو ما يدفعني الى الكتابة في مثل هذا الأمر، وتنبيه العرب حكومات وشعوبا وجامعة عربية الى خطورة الوضع في بلد عربي يتغنون بثورة ياسمينه وجمال طبيعته وينشدون قول شاعره«اذا الشعب يوما أراد الحياة....».

أمة العرب أمة حكي وشعارات وخطب جوفاء، فكم وكم سمعنا عن الأمة الواحدة والشعب العربي الواحد، وكم من مظاهرات ملأت شوارع المدن العربية وأزقتها وميادينها وأحرقت وأتلفت، احتجاجا على ما تتعرض له هذه البلاد أو تلك من عوارض الدهر السياسي، فأين هذه الملايين المجحفلة اليوم مما يجري في تونس، لماذا لا تطالب حكوماتها بدعم تونس وإقالة عثرتها ومساعدتها على الخروج من أزمتها، ولماذا لا تتحرك الحكومات العربية وتقدم الدعم لتونس على غرار ما عملت مع مصر، ولماذا لم تتنبه الجامعة العربية لما تعانيه تونس فتدعو أعضاءها الى مؤتمر خاص بالوضع التونسي عله يرمم بعض جراح هذا البلد؟!.