شمعنى قطر ؟؟!! بقلم سعد اللميع

زاوية الكتاب

كتب 3950 مشاهدات 0


لم يرد في مخيلة اي خليجي ان تقوم دولة خليجية بسحب سفيرها من دولة خليجية اخرى ، فما بالكم بأن تقوم ثلاثة دول دفعة واحدة بسحب سفرائها من قطر ودون استدعاء!!

ذلك الحدث هو اجراء تصعيدي غير متصور بين دول مجلس التعاون ، إجراء اقل ما يقال عنه انه معيب لها ، لأن هذه الدول سحبت سفراؤها لأختلافها مع قطر فقط وهي التي تعيش في نفس الوقت حالة عداء واضح مع ايران وسفراؤها لازالوا على رأس عملهم في طهران ، وهذا الأمر يفسر ان ما حدث مع قطر هو محاولة لأجبارها على اتخاذ موقف معين يخالف سياستها ، ذلك عن طريق الاستغلال الواضح لوجود القيادة الشابة الحاكمة في قطر ، ولهذا السبب تحاول دول الخليج ارباكها ، مما يعتبر اخلال بمبدأ سيادة الدولة القطرية ، فقطر وان كانت دولة صغيرة المساحة الا انها دولة كبيرة بحجم انجازاتها ، لها سيادتها ولها سياستها وهي حرة بها ، وان اختلفنا معها في الكثير من النقاط الرئيسية واهمها اعتقال الشاعر القطري محمد بن الذيب وعدم وجود برلمان حر يعبر عن ارادة شعبها والعلاقات مع الكيان الصهيوني ، الا اننا لانملك لي ذراعها لأخضاعها في اتخاذ موقف معين ، ويجب الا ننسى ان الامارات قامت بأختطاف الدكتور محمود الجيدة ، الاستاذ الجامعي القطري ، من الطائرة ولم توفر له محاكمة عادلة منذ عام كامل  والتزمت قطر حيال ذلك الصمت واتخذت طريق الود لحل هذه المشكلة.

السياسة القطرية الحالية هي سياسة قديمة وضعها مؤسس الدولة الحديثة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ولم يطرأ عليها اي تغيير منذ عهده ، فلماذا الآن تصب دول الخليج جام غضبها على سياسة قطر لتضعها شماعة مشاكل العالم العربي والاسلامي ، اهذا كله لأن قطر تعمل بجد واخلاص وتتعاون مع الجميع دون اقصاء بخلاف ماقامت عليه سياسة الدول الخليجية الأخرى ، ام لأن في قطر قيادة شابة طموحة يريدوا ارباكها ، الشيخ حمد صنع دولة حديثة وسلمها الى ابنه الشاب تميم ليطورها لأنه يعلم بأن قطر لازال ينقصها الكثير والمهمة الآن اوكلها الى الشباب فمحاولة اركابهم هناك مهمة خليجية تعتبر مستحيلة لأن قطر لن تخضع وقيادتها محاطة ببعض المستشارين ذوي الخبرة وهي تعلم مراد الخليجيين.

فلتعلم دول الخليج بأن القيادة الشابة في قطر لاتحتمي بشعبها ، بل بشعوب الخليج مجتمعة ، فقطر وان كانت تحتاج لتعديل بعض اوضاعها الداخلية من حيث أنشاء برلمان حر يعبر ان ارادة الشعب الحقيقية الا انها دولة نموذجية استطاعت تحطيم الارقام القياسية في مختلف المجالات ، فبدلاً من ان تحذوا دول الخليج حذو قطر تحاول الآن ارباكها ، في عمل غير متصور فعلاً ، فالكثير من الاختلافات حدثت بين دول الخليج واخرها بين عمان والامارات ولم يتم التصعيد بل تم افساح المجال لأحتواء الموقف وهم الآن في علاقة طبيعية غير متوترة.

اخيراً رسالة لبعض المواطنيين الكويتيين الذين اتخذوا موقف ضد قطر بسبب تطبيل قناة الجزيرة لصدام حسين ، لاتنسوا ان دماء الجنود القطريين سالت لتحرير الكويت سنة 1991!!

الآن - رأي: سعد اللميع

تعليقات

اكتب تعليقك