ترقية مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد تثير علامات استفهام لدى د. صلاح الفضلي الذي يطالبه بتقديم استقالته

زاوية الكتاب

كتب 1338 مشاهدات 0


من يحقق مع مدير الجامعة؟ 
 
كتب د. صلاح الفضلي
ما أثارته جريدة «القبس» يوم الاثنين الماضي حول الشبهات التي تعتري ترقية مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد هو أمر بالغ الحساسية، لأن الأمر لا يتعلق بعضو هيئة تدريس فحسب، بل يتعلق بمن هو على رأس الهرم في الجامعة، وبالتالي لابد ألا يمر الموضوع مرور الكرام. عندما تثار شبهات مثل هذه حول أحد الأساتذة الجامعيين فإن الإجراء المعتاد أن تشكل لجنة للتحقيق في صحة هذه الشبهات، لكن المعضلة في هذه الحالة بالذات أن من تدور حوله الشبهات هو نفسه من يفترض أن يشكل لجاناً للتحقيق في مثل هذه الأمور.
أعتقد أنه لا يوجد سوى مخرجين لهذه المعضلة. المخرج الأول أن تقوم وزيرة التربية بصفتها الرئيس الأعلى للجامعة بتشكيل لجنة تحقيق مع مدير الجامعة فيما أثير حول الأبحاث التي تقدم بها للترقية، وهذا المخرج يبدو محرجاً جداً للجميع، لأنه من غير المنطقي أو اللائق التحقيق مع المسؤول في الجامعة في حين يفترض أن يكون هو المدافع عن سمعة الجامعة. المخرج الآخر أن يبادر د. الفهيد بتقديم استقالته من منصبه لكي يتسنى له الدفاع عن نفسه، لأنه من غير المقبول أن يتمترس بكرسي مدير الجامعة، مع ما يشكل ذلك من شبهة تسخير مرؤوسيه للدفاع عنه.
قد يتساءَل سائل فيقول هل وصلت الأمور في الجامعة إلى اتهام مدير الجامعة نفسه بعدم الأمانة العلمية، وهل الأوضاع في جامعة الكويت بهذا المستوى من السوء؟ الحقيقة أن الجواب ومع الأسف الشديد هو نعم. ما أثارته القبس عن ترقية المدير بناء على بحوث مشتركة مع آخرين هو أمر شائع في أوساط الجامعة، وأساتذة الجامعة يعلمون بتفشي ظاهرة«تضبيط» الأبحاث من خلال الاشتراك الوهمي مع الآخرين في نشر البحوث الأكاديمية، بحيث يقوم أحدهم بالبحث، بينما يكتفي الباقون بوضع أسمائهم عليه، ومن ثم يتقدم كل منهم بالترقية العلمية على أساس ذلك. ولو أُجري تحقيق جاد في البحوث التي قدمها أساتذة الجامعة – وخاصة الكويتيين منهم- للترقية فسوف نكتشف ما لا يسر الخاطر. هذا الواقع لا يعني التعميم على كل أساتذة الجامعة، فهناك نوعية رائعة من الأساتذة الجادين الذين تفتخر الجامعة بهم، ولكنهم مهمشون بسبب الجو الجامعي الملوث بالتسييس والصراعات.
وضعية«تضبيط» الأبحاث موجودة في الجامعة منذ سنوات، وقد كان مسكوتاً عنها لمدة طويلة، وما جعلها تظهر إلى السطح هو التصارع المحتدم على المناصب الإدارية بين أساتذة الجامعة، ولعل تسريب الخبر عن الأبحاث التي تخص مدير الجامعة هو أحد أوجه هذا التصارع، لأن أصابع الاتهام في تسريب هذا الخبر للصحافة تشير إلى أحد نواب مدير الجامعة ممن لا ينوي د.الفهيد التجديد له لأنه يعتبره «عدواني» في طباعه، وخاصة بعد«الهوشة» التي تسبب فيها هذا النائب في مكتب مدير الجامعة الأسبوع الماضي والتي أسقط فيها مستشار مدير الجامعة أرضاً.
ملف السرقات وعدم الأمانة العلمية والترقيات في جامعة الكويت يجب أن يُفتح من قبل لجنة برلمانية أو لجنة تشكلها وزيرة التربية حتى يُكشف المستور، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه، وتوالي التسريبات الصحفية عن الموضوع يضر بسمعة الجامعة. أوضاع الجامعة في العموم لا تسر، ومطلوب ممن يعنيهم الأمر إنقاذها مما هي فيه.
[email protected]
عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك