أيادي الكويت البيضاء، بقلم د. مناور الراجي

زاوية الكتاب

كتب 1284 مشاهدات 0


صدقت يا سيدي يا رسول الله فقد قلت وقولك الحق «الخير فيّ وفي أمتي الى يوم القيامة»، وهنا نحن نرى بذور الخير تشرق وتثمر في كل يوم، تزرعها وترويها أيادي أبناء الكويت البيضاء، كم نحن فخورون برجالنا العظماء أصحاب الأيادي البيضاء، وكم نحن فخورون بك يا كويت، قد لا أبالغ اذا قلت لا يخلو مكان أو بلد على وجه المعمورة الا والكويت ورجالها لهم بصمة خير فيها، ابتداء من محيطنا الخليجي واليمن والعراق وبلاد الشام ومصر وكل البلاد الإسلامية وغيرها، حتى أمريكا وضعنا بصمة الخير فيها، انها الكويت صفقوا لها وادعوا لها وادعوا لحكامها ورجالاتها الأوفياء، رجالاتها الذين صالوا وجالوا في بقاع الأرض لطلب الرزق والتجارة وزرع المعروف والخيرات، ان عطاءك يا كويت فاق التصور والخيال، فهذه مشاريع البنية التحية في بلاد العالم الثالث والبلاد الفقيرة تكفلت الكويت بها، وهذه المشاريع التنموية تبرعت لها، وهذه المشاريع التعليمية تقدمت لها، وهذه المشاريع الدينية تصدت لها، إنها الكويت صفقوا لها، كم نحن فخورون بك يا كويت وفي رجالاتك الاوفياء، نعم هنا أستطيع ان أقول وبصوت عال «كويتي وأفتخر»، فالجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية ناهيك عن الاشخاص والديوان الأميري، مع كل إشراقة شمس ينفقون مما يحبون، فاللهم اجعل الجنة ونعيمها لهم وارزقهم في الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسبون، واجعل أعمالهم خالصة لوجهك الكريم، وتقبل منهم صالح أعمالهم، وبارك لهم في صدقاتهم وأموالهم، وأدم الأمن والأمان والخير والبركة والرزق على بلادنا الطيبة، واكتب لاخواننا المنفقين ولنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، حقا اخواني المتصدقين والمنفقين، الكويت فخورة بكم، ونسأل الله العلي القدير ان تكونوا ممن يباهي الله بهم ملائكته في الإنفاق وحب الخير ومساعدة المحتاجين والعالم أجمع، كان في السابق عندما تحل مصيبة أو كارثة على مدينة ما، يجتمع أهالي الكويت في الأسواق أو الساحات أو المقاهي ويتقدم أحد الأشخاص المتطوعين فاتحا طرف ردائه قائلا «يا باغي الخير اقبل ان اخوانك في المدينة الفلانية حل بهم كذا وكذا»، فيتقدم الأخيار الذين ينفقون مما يحبون لينالوا رضى الله والجنة فيمدون يد العون مرة تلو الأخرى وهكذا يتكرر الحال منذ القدم حتى يومنا هذا.

واليوم عزيزي القارئ بعد التطورات الادارية والتنظيمات وغيرها هل توقف العمل الخيري الكويتي؟ كلا، بل زاد بفضل الله وكبر وتوسع وظفر، هذه الكويت ولادة من الخيرين على مر الازمان، ان في الكويت مقارنة في مساحتها وعدد سكانها من الجمعيات والمبرات الخيرية والأخيار من الرجال الأوفياء ما نسبته تفوق عشرات أضعاف الدول المعطاءة الاخرى، هنا يحق لي أن أقول وبصوت عال «كويتي وأفتخر»، لقد افتخرت ويفتخر أبناء جلدتي من الكويتيين عندما نسمع «هذا من خير الكويت» ونحن نردد «بل من خير الله» أمنا بها وأوصلنا الأمانة لأصحابها، هذا ما قلته للمجاميع التي دارت من حولي في مدينة ناشفل الأمريكية بعد المقال السابق «قصة مسجدنا هذا» تتحدث عن «أيادي الكويت البيضاء» شيء من الديوان الاميري، وشيء آخر من شخصيات عامة، وجمعية التراث، وجمعية الاصلاح، وجمعية عبدالله النوري، وبيت الزكاة، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية النجاة الخيرية، ووزارة الأوقاف وما أدراك ما وزارة الأوقاف هذه الوزارة التي لها بصمة عميقة في قلوب المسلمين لمساعدتهم في بناء المساجد ودور تحفيظ القرآن والمراكز الدعوية، بارك الله في من يقوم على تلك الجمعيات والمبرات وليعذرني الباقي فهم كثر لا أستطيع تعطير مقالي بمراكزهم جميعها، ولعلمك عزيزي القارئ ان الكويت مشاركة بنصيب الأسد في المركز الإسلامي في نيويورك الذي تتولى دولة الكويت ممثلة في سعادة السفير منصور العتيبي الاشراف عليه، ليس هذا فحسب، بل بعثت وزارة الأوقاف مندوباً خاصاً بها يشرف على المدرسة والمركز من الناحية المهنية، وهو الشيخ عبدالرزاق العميري، بارك الله فيك يا منصور ويا عبدالرزاق ويا معالي وزير الأوقاف، وبارك الله في مجهودات الأستاذ وليد العمار وجميع العاملين في تلك الجمعيات والمبرات وعلى رأس الجميع والد الجميع صاحب العطاء اللا محدود صباح الانسانية، مكملا مسيرة سلفه جابر الإنسانية، اللهم بارك في كويتنا ورجالاتها وحكامها وشعبها وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة، إنك سميع مجيب.

 مقتطفات من الكلمات الخالدة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه:

 »لقد قامت بلادي الكويت ومنذ ان اندلعت الكارثة في سورية بالمشاركة بكل الجهود الهادفة للوصول الى حل سياسي للحرب الدائرة هناك، وأعلنت مراراً استعدادها لبذل مزيد من الجهد لتحقيق ذلك الهدف ويسرني من هذا المنبر الاشادة وبكل التقدير بموقف اخواني وابناء وطني اهل الكويت الاوفياء الذين جبلوا على حب الخير والعطاء لاغاثة المنكوب ونجدة المحتاج ماضيا وحاضرا وتفاعلهم مع النداءات الانسانية لاعانة المتضررين والمعوزين في كل انحاء العالم، والاشادة أيضا بالمقيمين على أرض الكويت الطيبة وبكل جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني وبالقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية على تجاوبهم مع نداء الاستغاثة الذي اطلقناه لاغاثة اشقائنا السوريين كما ادعوهم لمواصلة يد العون لهم والمساعدة».

د. مناور بيان الراجي

الآن - الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك