لا يمكن تصويب الفشل العام إلا بعقلية إصلاحية مختلفة.. وليد الغانم مؤكداً
زاوية الكتابكتب فبراير 22, 2014, 12:01 ص 654 مشاهدات 0
القبس
'الكهرباء' تأسف.. والشعب يتحسف!
وليد عبد الله الغانم
أبراج الكويت رمز للتطور الذي بلغته الدولة نهاية السبعينات، بشكلها المميز وموقعها الجميل على الخليج العربي، ومن الجيد أن نعرف أن بناءها وافتتاحها استغرقا أقل من أربع سنوات، خلال الفترة من 1975 وحتى 1978، وتوافقاً مع سوء أحوال الأداء الحكومي العام أصيبت هذه الأبراج بالشلل والكساد، وتوقفت منذ سنتين تقريباً عن استقبال زوارها، لنُفاجأ بأن أعمال الصيانة ستمتد لغاية 2018، لتكون مدة ترميم وتجديد الأبراج أطول من مدة البناء الأصلية!
مسؤول في وزارة الكهرباء صرّح قائلاً «للأسف لم يستطع المقاول استكمال المناقصة، ويبدو أن السبب في صعوبات مالية، وفي تلك الحالة حاولنا معه بكل الوسائل، حتى أننا مددنا له فترة العقد الأصلية أكثر من مرة، وزدناه «أموالاً» قيمة مواد تغييرية بأمر آخر، ومع ذلك لم يستطع المقاول المحلي أن ينفذ متطلبات العقد». («الوطن» 2014/2/16).
ما أدري، ما القصد بالتأسف؟ فهل نحن المواطنون من قررنا القيام بأعمال الصيانة، أم نحن من اخترنا المقاول، أم نحن من تسببوا في التأخير في أعمالهم؟! «الكهرباء»، وفي اعتراف غريب تقول إنها مددت مدة العقد أكثر من مرة، بل وزادت المقاول مبالغ مالية، وأجرت له أوامر تغييرية، ومع هذا لم تنفع هذه الوسائل في تنفيذ المقاول لأعماله!
تأخير افتتاح الأبراج، كتعطل مستشفى جابر وككارثة محطة مشرف، وكمشروع توسعة مبنى مجلس الأمة، وهذا ما نعرفه، والله يستر مما نجهله، وفي ظل تردي الإدارة العامة في الكويت والعجز عن محاسبة الفاسدين وآلية تعيين القياديين ونفوذ الشركات في الدولة، فالفشل العام نتيجة طبيعية لا يمكن تصويبها إلا بعقلية إصلاحية مختلفة، «وخلوا الكهربا تتأسف، والشعب يتحسّف»، والله المُوفِّق.
تعليقات