حكومة دولة الكويت هي الراعي الرسمي الأول والأخير للإرهاب كما كتب عبداللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب فبراير 16, 2014, 12:20 ص 1241 مشاهدات 0
القبس
لا تكافحوا الإرهاب.. تخلوا عنه
عبد اللطيف الدعيج
منذ عشر سنوات واكثر، وانا اكتب ان حكومة دولة الكويت هي الراعي الرسمي للارهاب الاصولي، وهي الداعم الاول وربما حتى الاخير له، اغلب الارهابيين الذين يكشف عنهم هم كويتيون، وان لم يكونوا كذلك فهم كما تدعي حكومتنا «بدون» عاشوا في الكويت.. يعني في النهاية هم تربية حكومتنا وتخريج مدارسها ومساجدها وجمعياتها «الخيرية».
حكومة دولة الكويت التي تدعي الآن انها تسعى لاقرار الاتفاقية الامنية لمحاربة التطرف والارهاب، ولحفظ وصون امن البلاد. حكومتنا كانت ولا تزال المدافع الاول عن جامعي التبرعات في الكويت. ما ان يكتب احد او يصرح مسؤول دولي عن مكافحة الارهاب او حتى غسل الاموال حتى يتبرع وزير اعلامنا او احد اعضاء الحكومة للدفاع عن «اهل الخير». وللتأكيد على ان الجمعيات الخيرية الكويتية غير.. فهي بعيدة ومحصنة ضد الارهاب.. يعني الذي يدعم الارهاب هي اموال السودان والصومال واليمن وربما باكستان. مع هذا تمام التمام.. والله مصدقين بس قولوا لنا اذا لماذا الاتفاقية الامنية اليوم.. ولماذا تتعذرون بمكافحة الارهاب عذرا لائقا لاقرارها رغما عن الرفض الشعبي؟!
اذا كانت حكومتنا معنية بحق بمكافحة الارهاب. فعليها تحرير سياستها هي من دعم الارهاب. وعليها وقف مساهماتها الاعلامية في تعزيز التدين والتطرف. عليها كبح حمى التبرع، فدول افريقيا وآسيا الفقيرة من المفروض ان تكون قد غرقت باموال اهل الخير.. هذا طبعا ان كان يصل لهم شيء. ومشردو سوريا من المفروض ان يتلحفوا بالدنانير الكويتية او يتدفوا بها لو كانت التبرعات فعلا من اهل الخير تصل لهم. اصلا لو كانت التبرعات من اهل الخير لاهل الخير لما شاهدنا ازدهار المنظمات الارهابية وانقسامها او اختلافها على سرقة تبرعات حسني النية من مواطني دولة الكويت.
مكافحة الارهاب لا تتطلب الاتفاق مع الانظمة الخليجية على المغلوب على امره من مواطنين. بل تتطلب تغيير سياسة السلطة التي اختطتها منذ حل مجلس 1976 واطلاقها يد التحالف الرجعي الديني للعبث في البلد. مطلوب مراقبة حقيقية للجمعيات او اعلان اكتفاء فقراء العالم بالمساهمات الكويتية، وضرورة ان توجه اموال «اهل الخير» الى الداخل، الى البدون على سبيل المثال لتقليل تأثير التجمعات الارهابية عليهم وسهولة اغرائها لهم.
مكافحة الارهاب تتطلب ان تلغي الدولة المدنية كل مساهماتها الدينية وان تخلع جبتها ورداءها الديني. ان تلغي مسابقات حفظ القرآن والاحاديث، فهذه هي المهمة الحقيقية لاهل الخير، وان توقف المكافآت المالية والادبية للتطرف الديني؛ كالافراج عن السجناء الذين يحفظون جزءا من القرآن! مكافحة الارهاب تعني التحول كما نحن الى دولة مدنية خطابها الرسمي في عيد التحرير وليس في العشر الاواخر من رمضان.
تعليقات