أين دور إعلامنا الرسمي؟!.. سؤال تطرحه وتجيب عنه نبيلة العنجري
زاوية الكتابكتب فبراير 16, 2014, 12:04 ص 568 مشاهدات 0
القبس
رؤية / الإعلام.. المغيب
نبيلة مبارك العنجري
• ألا يجب أن يكون إعلامنا الرسمي نافذة تطرح همومنا وتتناول مشاكلنا؟
نعيش عصر التطور التكنولوجي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فلم تعد هناك أسرار في ظل انتشار الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تجعلنا نتابع الأحداث في مشارق الأرض ومغاربها لحظة وقوعها.
هذا التطور الكبير يجعلنا نتساءل: أين دور إعلامنا الرسمي؟ وهل الميزانيات الضخمة المرصودة له والجيش الجرار من الموظفين ينعكسان على تأثيره وقوته؟! الجواب بالطبع: لا.. ولكن ثقتنا كبيرة في الشيخ سلمان الحمود كي يعيد إعلامنا إلى جادة الصواب، فقد أثبتت الأيام والتجارب أنه من القياديين القلائل الذين لم تغيرهم المناصب، ولم تفتنهم المسميات، كما أنه يجيد الاستماع إلى المتخصصين، ويتقبل النقد البناء بصدر رحب، وهذا بلا شك من مقومات الإدارة الناجحة.
وبالطبع، لا يقبل «أبو صباح» أن يستمر إعلامنا الرسمي بهذا المستوى الضعيف الذي وصل إليه، في ظل هيمنة مجموعة من القياديين لا يتحركون ولا يفكرون إلا بعقلية الستينات، فسطّحوا مضمونه وجروه إلى مؤخرة الركب بعد أن كان منارة مضيئة لكل دول المنطقة.
والأدهى من ذلك أن هذا الإعلام بات مغيباً عن قضايانا الحيوية وهمومنا اليومية، وها هي الاتفاقية الأمنية الخليجية خير مثال على ذلك، فقد فرضت نفسها على الساحة المحلية خلال الأيام الماضية، وانتشرت حولها تصريحات النواب والناشطين كانتشار النار في الهشيم، وراحت التكتلات السياسية تعقد الاجتماعات وتصدر البيانات الرافضة لها والمحذّرة من تداعياتها، ووصفها البعض بأنها سبّة في جبين الديموقراطية ونقطة سوداء في ثوب السيادة الكويتية، إلا أن كل ذلك لم يشفع لهذه القضية لدى إعلامنا الرسمي كي يسلّط الضوء عليها، اللهم إلا برنامج وحيد لم يطرح إلا وجهة نظر واحدة بطريقة سطحية.
وهنا نتساءل، ألا يجب أن يكون إعلامنا الرسمي نافذة تطرح همومنا وتتناول مشاكلنا؟ أليس من حقنا أن نتعرف على إيجابيات هذه الاتفاقية وسلبياتها من خلاله بطريقة شفافة وحيادية تطرح كل وجهات النظر؟! ألا يدرك معظم القائمين على هذا الإعلام أنه لم تعد هناك أسرار في عصر تويتر وفيسبوك والفضائيات الخاصة؟! ألا يفهمون أن نظرة العالم إلى الإعلام قد تغيرت، وأن وزارة الإعلام لم تعد الهدف الأول للثورات، لنشر البيانات ورفع شارات النصر، وقد اتضح ذلك في أحداث تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا؟ ألم يقرأوا أن «الممنوع مرغوب»، وأن كل ما نحيطه بهالة ونتعمد إخفاءه يزداد الناس شغفاً بمعرفته وسعياً لكشف غموضه؟
في النهاية، إذا لم تكن وزارة الإعلام بكل ما تنفقه من ميزانيات قادرة على القيام بالدور المنوط بها، فلا بد من إعادة النظر في بقاء عدد من القيادات، واستمرار الكثير من البرامج والقنوات. والأهم من ذلك البحث في الرسالة التي يجب أن تؤديها هذه الوزارة والأهداف المطلوب تحقيقها، وإما علينا التفكير في خصخصتها.
تعليقات