الغزو العراقي غير قابل للنسيان!.. برأي مشاري العدواني

زاوية الكتاب

كتب 2255 مشاهدات 0


عالم اليوم

تم النشر  /  طلقتين بالرأس!

مشاري العدواني

 

هناك سؤال ظل يحيرني لسنوات، ولم اجد له الاجابة إلا قبل ايام قليلة، وهو لماذا بعد تحرير الكويت عاد لتراب الوطن ما يناهز الـ5 آلاف أسير كانوا في سجون العراق، ولم يعود الـ605 أسرى الذين ظل العراق ينكر وجودهم حتى يوم سقوط بغداد عام 2003 .

بعد جلسة مطولة مع احد الابطال ممن حملوا ملف الاسرى، والذي قابل بدوره داخل وخارج العراق بعد تحريرها منذ عام 2003 الضباط البعثيين القلة القليلة، الذين كانوا يعلمون تفاصيل التفاصيل بملف الاسرى الكويتيين، اتضح لي الآتي، اولا العراقي قسم الاسرى الى قسمين: الاول .... وهم الذين تم اسرهم في الايام الاولى للغزو وغالبيتهم عسكريين، وهؤلاء كان العراقي يحتفظ بهم، كورقة، ولا يوجد قرار من القيادة العراقية العفنة، حتى قبيل تحرير الكويت باعدامهم !

أما القسم الثاني .... وهم الذين تم اسرهم بالكويت، بسبب عدة تهم، معظمها ملفق، او الذين تم اسرهم على الحدود مع السعودية اما كانوا ينوون الدخول للكويت او الخروج منها، وهؤلاء جميعا صدرت الاوامر، بإعدامهم ! وكان المشرف على عملية الاعدام ضباط لا يتعدون 6 أو 7 ولكن عوامل عدة اهمها، عامل الوقت، وبداية حرب التحرير، والثورة في جنوب العراق، وكسر الثوار للسجون، وتحرير جميع المعتقلين هو الذي ادى لعودة معظم الاسرى، وإعدام شهدائنا الـ605 !!

ولكي لا ننسى وللتاريخ، يجب ان نذكر الحقيقة المرة والتفاصيل المؤلمة، كان العراقيون يأخذون شهداءنا على دفعات 50 شهيدا اقل او اكثر، على حسب الضابط المنفذ لعملية الاعدام وبعد ان يوهمونهم بمباركتهم بصدور قرار الافراج عنهم و الحرية والعودة للوطن ! كانوا يقتادونهم في باصات ويقومون بتعصيب اعينهم، وبعد السير لساعات طويلة، يتوقفون في البر غالبا، فيقومون بتنزيلهم على دفعات فيعدمونهم، بطلقتين بالرأس !!

ويرمونهم بملابسهم، وبأمتعتهم وبهوياتهم الشخصية، في القبور الجماعية التي استردينا منها 236 رفاتا لشهيد اسير، وباقي الى اليوم 369 رفاتا لم يستدل على المقابر الجماعية التي تم اعدامهم فيها، بسبب شح المعلومات، وهروب معظم الضباط البعثيين المسؤولين عن هذا الملف خارج العراق!

.. وبعد كل هذا للأسف هنا في الكويت، من حول الغزو الى صدامي بدلا من العراقي ! ومن ساهم وهلل ورحب بإخراج العراق من الفصل السابع، ما ادى لتمييع وقتل ملف استرداد رفات الشهداء الاسرى!! لكننا وغيرنا الكثيرون لن ننسى الغدر والخيانة ولن ننسى تدمير بلدنا ولن ننسى دماء شهدائنا ولن ننسى رفات شهدائنا، ولن ننسى الغزو العراقي، والأهم لن ننسى ... محاولتكم القبيحة، لجعلنا ننسى كل ما سبق!!

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك