الشركات الكويتية وسياسة التخبيب!.. بقلم محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 755 مشاهدات 0


القبس

التخبيب!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

ورد في شريعتنا الطيبة الرحبة الواسعة العلم والحلم لمن عرفها حق المعرفة، وولج فيها برفق وعلم ان التخبيب هو نوع من التخوين والخداع والغش، كمن يؤمنه جاره على زوجه وأولاده ثم يخون، فيخببها على زوجها بالزواج منها، أو من يخبب العامل والموظف الكفء العليم بالناس والسوق، فيقوم فيعرض عليه راتباً أرفع من راتبه عند كفيله، وغيرها من التعاملات التي يقوم الناس بها من دون التفات أو تقيد بالتحريم، وأن من يقوم بذلك، أي من الاثنين من الذي خبب العامل على سيده من دون رضاه، ومن العامل نفسه الذي خان سيده وتعهده معه، هذا الصنف من الناس الذي يفسد بين المسلمين وغيرهم بالخداع والغش قد توعده الله بأليم العقاب، وانه لا يشتم رائحة الجنة.

وانظروا الى مجتمع قد فقد فيه الناس الأمانة ومراقبة الله في هذا وتساهلوا فيه، واتخذوا طريق الغش والخيانة سبيلهم كيف سيكون حاله وحالهم؟

خسرت الكثير من الشركات الكويتية الرصينة الأمينة فيما تقوم به من تجارة، وأعرف الكثير منهم ممن نكبوا بمثل ذلك، أي خببت عمالهم عليهم أي بعد جلبهم من الخارج وتدريبهم سنوات طويلة، حتى أصبحوا أهل علم ودراية بالعمل والسوق، أغرتهم الشركات الناشئة الجديدة أو القديمة بالراتب الأعلى حتى تركوا شركاتهم الأم، مع انهم يتمتعون برواتب طيبة ومزايا كثيرة.

والتخبيب يشمل كذلك الطباخ والشغالة والسائق والمربية في البيت، فهؤلاء يتعرضون للاغراء اليومي كما يحدثني السائق عندي وممن؟ من الذي يعلم الحكم الشرعي في ذلك، ومن الذي لا يعرف، ومن الرجال والنساء، لقد فقد الناس - الا من رحم - الخلق أو ألقوه وراءهم ظهريا، ولم تعد هناك عناية واهتمام واحترام لشيء، لا لدين ولا لقانون، بل ولا أدنى درجات الخلق الذي ينبغي ان يكون بين الناس ويسود، لأن فيه بقاءهم وحياتهم!

والله المستعان.

* * *

• الناس.

«الناس مع صاحب الزمان»!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك