مصيبة هذا البلد في حكوماته التي لا تقرأ ولا تفهم.. بنظر حسن كرم

الوطن

قراءة الحكومة وقراءة الشعب

حسن علي كرم

 

دعا وزير النفط وعضو مجلس الامة عن الدائرة الثالثة الدكتور علي العمير المعارضين للاتفاقية الامنية الخليجية، والتي غصت بها الحكومة ويعارضها الشعب، الى قراءة موضوعية للاتفاقية.. بزعم انها غير مخالفة للدستور ولا للقوانين المحلية، هذا النداء او هذه الدعوة من الوزير في حكومة دولة الكويت لعلها آخر رجاء او آخر امل من حكومة لا تقرأ جيدا وتطلب من المواطنين القراءة الجيدة..!!
فالحكومة التي فيها الدكتور علي العمير هي ذات الحكومة التي اسقطت مجلسي امة بحكم قضائي لضعفها في القراءة ولجهلها الدستوري رغم احاطتها بجيش جرار من الخبراء والمستشارين الدستوريين والقانونيين والسياسيين، فمن اجدر بالدعوة للقراءة والقراءة الموضوعية والمتبصرة ليس لهذه الاتفاقية المشكوك في امرها وفي نواياها، والتي تريد الحكومة تلبيسها للدولة وللشعب، وانما في كل الموضوعات والامور التي تعني البلد من الألف الى الياء.
فلو كانت الحكومة تقرأ اولا، ولو كانت تعي جيدا ما تقرأ ثانيا، هذا على افتراض انها تقرأ، ولو ترنو ببصرها وبصيرتها للمستقبل ثالثا، لما وصل حالت البلد الى هذا المآل المتردي، ولكن مصيبة هذا البلد في حكوماته التي لا تقرأ وان قرأت فلا تهفم، ومصيبة هذا البلد بخبراء ومستشاري الحكومة الذين هم على شاكلة الحكومة لا يقرأون ولا يعون..!!
انا اعلم جيدا ان الحكومة الكويتية لقصر نظرها وقّعت على الاتفاقية الامنية دون ادراك ان الكويت دولة دستورية وان الرأي في النهاية للشعب ممثلا بمجلس الامة، وان كان هناك نواب موالون للحكومة، لكن هناك الاكثرية العصية على الموالاة والسير بركاب الحكومة .. هذه الاكثرية النيابية هي الممثل الحقيقي للشعب وهي مناص الشعب وصوته الصادح.
وهنا نشير الى تصريحات مرزوق الغانم بوصفه رئيسا لمجلس الامة وهي تصريحات مبطنة، كعادة التجار الشطار، ماذا قال الغانم في التصريح الحلمنتيشي، قال- وانا انقل هنا النص الوارد على المواقع الالكترونية- حيث جاء في النص «اطمئن الجميع بانه لن يمر قانون او اتفاقية في مجلس 2013 مخالفة للدستور وسنتحمل مسؤؤلياتنا كرجال دولة (؟؟)» ثم يضيف في تصريحه وهنا مربط الفرس «وهناك قصور اعلامي حكومي في التعاطي مع ملف الاتفاقية الامنية»، انتهى تصريح مرزوق الغانم.
وهنا نسأل رئيس مجلس الامة (صوت الشعب) مالك ومال الحكومة اذا قصرت اعلاميا في التعاطي مع ملف الاتفاقية الامنية، انت يا عزيزي تمثل الشعب ام تمثل الحكومة..؟! فإذا قصرت الحكومة هي وحدها التي تتحمل القصور الا اذا انت راح تصوت مع الحكومة، فهنا نقدم لك التحية (الحكومية) ونصيح بصوت واحد تعيش حكومة مرزوق الغانم..!!.
وبالمناسبة الذين يؤاخذون على الحكومة قصورها الاعلامي اقول لهؤلاء لو كانت الحكومة تعلم ان الترويج الاعلامي للاتفاقية لصالحها لما توانت عن دفعها للاعلام وتنظيم اللقاءات والبرامج الخاصة والندوات وغير ذلك، لكن الاتفاقية يا جماعة مخالفة للدستور ومنافية للحريات العامة ولا يمكن ان تكون مقبولة عقلا ونقلا ومنطقا وبالتالي لن تجد الحكومة اي دستوري او قانوني او سياسي يقبل بأن يكون شاهد زور، فيقبل بالخروج على قناة تلفزيونية او صحيفة ورقية او الكترونية ليطبل للحكومة ويروج لاتفاقية لن تكون الا مقيدة للدولة ومكبلة للشعب.
والخلاصة ان الاتفاقية الامنية الخليجية التي رفضتها دول خليجية وتحفظت عليها آخريات يجدر بالكويت دولة وحكومة وشعبا رفضها لانها ماسة بسيادة الدولة وماسخة لكيانها.