العمالة الهامشية،ونمو السكان الوافدين، والبدون، وزيادة مصروفات الميزانية العامة للدولة،والاقتصاد الريعي..خمسة قنابل موقوتة تهدد الكويت يحذر منها أحمد الديين
زاوية الكتابكتب يوليو 31, 2008, منتصف الليل 600 مشاهدات 0
خمس قنابل موقوتة!
كتب أحمد الديين
لئن كان تفجّر غضب عمال الخدمات والنظافة البنغال قد ألقى الضوء على مشكلة العمالة الهامشية ومعاناتها الإنسانية والظروف المأساوية لعملها ومعيشتها... فإنّ هناك في الكويت العديد من القنابل الموقوتة الأخرى، التي قد تنفجر ذات يوم، مثلما انفجرت هذه القنبلة!
فهناك قنبلة الزيادة المنفلتة في نسبة نمو السكان الوافدين، التي بلغت 10.4 في المئة سنوياً، وما يمكن أن ينجم عنها من تزايد كبير لأعداد الوافدين وتنامي نسبتهم على نحو غير مسبوق إلى مجموع السكان في الكويت... وإذا استمرت هذه النسبة لزيادة عدد الوافدين على ما هي عليه من دون تدخل لخفضها فإنّ نسبة المواطنين الكويتيين إلى مجموع السكان ستتراجع وتنخفض لتصبح أقل من 10 في المئة في العام 2030، والمؤسف أنّه لا يبدو أنّ هناك مَنْ يهتم بالتعامل مع هذه القنبلة الموقوتة!
وهناك قنبلة موقوتة ثالثة قابلة للانفجار في أي وقت، وهي مشكلة البدون، ما لم تتم معالجتها على نحو شامل كقضية إنسانية أولاً، وليس كمشكلة أمنية... وللتوضيح فإنّ القنبلة هي مشكلة البدون وليس البدون أنفسهم، ذلك أنّ “البدون” كأفراد وكأسر وكفئة لا يضمرون شراً للكويت، التي يعدونها وطنهم، وبينهم شهداء ضحوا بحياتهم من أجل الكويت... والبدون شأنهم شأن أي مجموعة من البشر لا تشكّل في حد ذاتها مشكلة، ولا يجوز التعامل مع البدون أو غيرهم من البشر كخطر أمني، ولا يصح وصفهم هم بالقنبلة الموقوتة، وكذلك يفترض تجاه العمالة الهامشية والوافدين، فهم بشر وليسوا خطراً، ولكن مشكلة البدون، مثل مشكلة العمالة الهامشية، ومشكلة الزيادة المنفلتة في نمو السكان الوافدين، ما لم تعالج بصورة صحيحة، وإذا أُهمِل حلها وتُرِكَت لتتفاقم سنة بعد أخرى، فإنّها قنبلة موقوتة مرشحة للانفجار.
وغير القنابل الاجتماعية هناك قنابل اقتصادية موقوتة، والقنبلة الموقوتة الرابعة هي قنبلة الزيادة الصاروخية المتصاعدة في مصروفات الميزانية العامة للدولة، فقد كانت مصروفات الميزانية العامة للدولة قبل سبع سنوات وتحديداً في السنة المالية 2001/2002 لا تزيد على 4 مليارات و746 مليون دينار، ثم قفزت في السنة المالية الماضية إلى 11 ملياراً و300 مليون دينار، وهي تبلغ في السنة المالية الحالية 18 ملياراً و966 مليون دينار... وإذا استمرت مصروفات الميزانية العامة للدولة في التصاعد المنفلت بهذه المعدلات الكبيرة سنة بعد أخرى، فإنّه سيصعب وقف هذه الزيادة والتصاعد في حجم المصروفات، وقد يأتي يوم يصعب فيه تمويلها من إيرادات الميزانية!
والقنبلة الموقوتة الخامسة هي قنبلة الاقتصاد الريعي المعتمد على مورد وحيد وناضب ومتذبذب الأسعار... فالنفط في حد ذاته نعمة وخير، وليس نقمة ولا شراً، والاستفادة من إيرادات بيع النفط في تمويل الميزانية والصناديق الاحتياطية وتنمية الاقتصاد أمر لا بد منه في بلد منتج للنفط ومصدّر له، ولكن المشكلة، التي هي بمثابة قنبلة موقوتة، تتمثّل في الاعتماد الكلي على النفط وحده كمورد أساسي لاقتصاد البلاد ولتمويل ميزانية الدولة.
هذه القنابل الموقوتة الخمس مزروعة في جسد مجتمعنا، ومبثوثة في ثنايا جسد اقتصادنا، وبالتأكيد فقد حان الوقت الآن، بل لقد حان منذ زمن طويل، للمسارعة إلى نزع فتائل هذه القنابل قبل أن تشتعل وتنفجر!
تعليقات